للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجود فأقام به ثلاث سنين وأعطاها بيعًا لقطن بن علي بن هلال بن زامل فأقام فيها نحو سنة ثم مات فخلفه ولده ثم عجز عنها ودفعها لعضيب بن زامل بن هلال، وأقام بها نحو سبعة أشهر فأخذها منه بالحرب الشيخ راشد بن مغامس المذكور وولّى البصرة لأخيه محمد وأقام هو بالحسا والقطيف.

وخرج الحج منها صحبة الشيخ يحيى ابن أخيه محمد والشيخ مهنا وقاضيهم الشيخ العلامة جمال الدين محمد بن عبد العزيز الشهير برقرق المكي البصري الشافعي وغيرهم من أكابرهم ولحقهم الشيخ راشد في الطريق بعد نصف شهر.

وقدم مكّة خلق من الحاج متفرقين من عدة من البلدان ووافقت البركة في أسعار القوت والماء بعد أن كان الماء عزيزا واكتفى الحاج ببركهم وأهل البلد بالعين والآبار ورخيّت جميع الأسعار، ولله الحمد والمنة.

وكانت الوقفة المباركة في يوم الجمعة والحج هنيئا. ووقف بالموقف قاضي القضاة المحبي بن ظهيرة ومنع الشريف القاضي بديع الزمان الحنفي منها لمنعه من ولاية النظر. وزيّن صاحب مكّة الهوادج المتعلقة بحريمه وابتهج الناس برؤيتها. وكُسيتْ الكعبة الشريفة في يوم الأضحى على العادة والباقي يوم النفر الثاني وأقام الحج بمنى ثلاثة أيام متوالية ورحل بمحالهم في يوم النفر الأول.

واجتمعتُ بمنى في عصر يوم الأحد حادي عشر الشهر بقاضي الشرق الشيخ محمد بن رقرق وسمعتُ عليه الحديث الشريف "كثلاثيات ابن ماجة" وحديث من "صحيح البخاري"، وأنشدني من لفظه جملة أبيات من نظمه ونظم غيره. قوله في تعداد الجمعة:

الحمد لله وصلّى ربّنا … على الرسول المصطفى نبينا

وبعد فالجمعة إن تعددت … في بلد بغير عسر قد ثبت

خمسة أحوال لها فالأول … أن يعلم السابق ثم يذهل