للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغني أنه كتب وصيته وباع جهاته وأعتق مماليكه وأوقف كُتُبه لمنام رأى فيه النبي أو رُئيَ له بقرب وفاته وأشعره بذلك، و [الله] (١) يضاعف حسناته.

وفي عشاء ليلة الأحد تاسع عشريْ الشهر دخل مكّة أمير الحاج المحمل تنم الجار كسي ناظر الدشيشة الأشرفية وغيرها فطاف وسعى بعد صلاة العشاء وعاد إلى الزاهر وبات فيه إلى الصباح كعادته.

وفي صباح تاريخه لاقاه صاحب مكّة الشريف أبو (٢) نمي بعسكره فعرض له ورفقته أخوه الشريف ثقبة فألبس كليهما (٣) خلعة ولم يعمل الشريف أبو نمي طبقا على عمامته كعادته بل طرارين (٤) فقط واختلع الشريف عرار بن عجل والقاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة وزين الدين الناظر بجدة العجمي.

ونزل أمير الحاج عند باب المعلاة ودخل الشريف إلى مكّة ونودي (٥) للحاج يسكنِهم خارج البلد ومَن خالف ذلك انتقم منه، فنزلوا عند أمير الحاج بأجمعهم ما عدا بعض الأعيان كوالد الشيخ أبي الحسن البكري عند ولده جهة باب حزورة في بيت الشريفة أم الكامل والقاضي الحنفي الطرابلسي عند قاضي مذهبه بمكة. وتضرر الحاج بنزولهم هناك لشدة الحر ووضع أمتعتهم في البر وكذا أهل البلد لتعطيلهم بيوتهم من الكراء وما علم فائدة ذلك ومن كان السبب فيه ولعله ما اطلعت فيه في بلاد الروم من شكوى أمير الحاج إلى الأبواب الخندكارية بسكن الأروام الإنقشارية في بيوتهم بلا أجرة، بل وأخْرِجَ منها كرها، أو لتخيّل الشريف من العسكر وقصده حسم الشر. حمى الله أهل بلده الشريف.


(١) كلمة سقطت من الأصل.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) بالأصل: كلاهما.
(٤) كذا وردت الكلمة بالأصل.
(٥) كذا وردت الكلمة بالأصل.