للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للحوالة على البرج والغازية الواصلة مع الركب الشامي كالعام الماضي وفرق في ربيع الأول.

وفي ظهر يوم الخميس المذكور وصل سبق الحاج الشامي وأخبروا بمفارقته من رابغ وأنهم وصلوا من دربهم القديم الذي بطّلوا سلوكه من مدة سبع وعشرين سنة وعجلوا عن عادتهم بيومين. كتب الله سلامتهم وجميع الحجاج من المسلمين.

وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه دخل مكّة أمير الحاج الشامي واسمه إبراهيم جلبي الرومي نائب عينتاب (١) الآن فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وبات بها [إلى] (٢) الصباح، فخرج لملاقاته أمير مكّة بعسكره فخلع عليه بمفرده على عادته. ولاقاهم أمير الحاج المصري من بين الحجونين وفارقهم من المعلاة، وتوجّه الشريف أبو نمي صاحب مكّة معه إلى محطته بالأبطح ثم عاد إلى منزله وشقّ المسعى بعرضته ثم قلع خلعته وعاد إلى المسجد الحرام وجلس بالحطيم ومعه القضاة الأربعة وأمير الحاج المصري تنم الجاركسي، فقرئت مراسيمه الواصلة صحبته من ملك الأمراء كافل المملكة المصرية الخادم سليمان الخصي الرومي وعدتها أربعة مراسيم.

مضمون أولها الشكر من الشريف أبي نمي ووصيته بالحاج. واثنان يتعلقان بأمير الحاج أحدهما فيه الإعلام بولايته على عادته وإجرائه على عادته وثانيهما يتضمن نظره على المدرسة الأشرفية عوضا عمن كان فيه وهو قاضي جدة كان شهاب الدين أحمد بن علي بن ناصر وهو في الروم لطلب وظيفته. ورابعها يتعلق بالقاضي الشافعي واستمراره على وظائفه من قضاء جدة ونظر المسجد الحرام وغيره.

ثم خلع أمير الحاج على الشريف أبي نمي والقاضي الشافعي والشريف عرار


(١) وردت الكلمة غير معجمة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٢) أضفنا حرف الجر ليتمّ المعنى.