للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عجل ودعا لهم وتفرقوا من مجلسهم ووصّل الفقهاء الشريف إلى باب أجياد ثم القاضي الشافعي إلى زيادة دار الندوة وقلع خلعته فيها، كان الله في عونه بجاه سيد المرسلين.

وفي يوم تاريخه كان انتهاء لبس ثوب الكعبة الشريفة الجديد من داخلها الواصلة من القاهرة صحبة أمير الحاج وكان يحضر لبسها كل يوم مع الشيبيين، ثم اقتسموها على عادتهم. وظهر منهم خصام لشيخهم الشيخ إبراهيم بن أحمد بن علي الشيبي ونسبوه لخيانتهم في قطع تعلقهم وعدم إيصاله إليهم مع شبك بعض قناديل الكعبة وغيرها، وشكوه لأمير الحاج ومنعوا ولده الكبير الجمالي أبا (١) السعود من قبض تعلقهم في الرومية وبدا منهم ومن الخدام جرأة وإقدام على شيخهم وكان بينهم كلمات قبيحة وأحوال شنيعة أنكرها عليهم العُقّال، وباللَّه المستعان.

وفي ظهر يوم الجمعة رابع الشهر باشر الخطبة الخطيب الجديد المحيوي العراقي لأن له ثلثي الوظيفة وكان نائبه إمام الشافعية أبو (٢) اليمن محمد بن أبي السعادات الطبري باشر الخطبة قبلها لوصول الخبر قبل صاحبها. واختلف الخطيبان في خطبة يوم سبع ويوم عرفة فاتفقا على أن الخطيب عبد الرحمن بن أبي بكر النويري يخطب يوم السابع وشريكه يوم عرفة، وباشر كل منهما ذلك في يومه.

وفي ظهر يوم الجمعة المذكور بالمسجد الحرام أنشدني الشيخ العلامة الأديب زين الدين عبد اللطيف بن إبراهيم الأنصاري الديربي الأزهري نزيل مكّة، أعزه الله تعالى، من لفظه قوله مهنئا لي بقدومي من سفرتي هذه وهي:

قدِمتَ جار الله من سفْرَة … قد أكمدتْ منك العدو المريب

وكنتَ في الغربة خير امرئ … عين ذوي العلم الحسيب النسيب


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بالأصل: أبا.