للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرون وكذا فاتح الكعبة ولكل خطيب سبعة وعشرون ولكل إمام أربعة عشر، وبقية الناس على حسب اختيار المقسّم، وأعطاني منها ثمانية أشرفية وللأخ ستة ولبقية الناس أكثر من ذلك ودونه، وسخط بعض الناس منه وردّ عليه جماعة ولم يلتفت لهم، ولله الأمر.

وممن سخط عليه فاتح الكعبة الشيخ إبراهيم لعدم إعطائه حصة الخدام ليفرقها عليهم كعادته بل أعطاها لأحدهم ممن ارتضوه لأنفسهم. وترك شيخهم سدْل ثياب الكعبة نحو ثلاث جُمَع ثم سَدَلها في ثامن المحرم.

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشريْ الشهر سافر حاج الشامي جميعه وكانت إقامته بمكة ثمانية عشر يوما كحاج المصري وابتهجوا بالبيع والشراء وخدم حاج الشامي أميرهم بمبلغ لأجل تأخرهم ليبيعوا ويشتروا كعادتهم.

وفي يوم تاريخه سافر من مكّة أميرها الشريف أبو نمي بعسكره للتوجّه إلى جهة اليمن ونزل في وادي الآبار (١) نحو مرحلتين من مكّة. ورافق حاج الشامي قاصده إلى الروم القائد شهاب الدين أحمد بن محمد بن نصر الحسني ليتوجّه إلى ينبع ويرافق منها الحاج المصري بعد زيارتهم ومعه هديتهم للخنكار ملك الروم، يقال قدرها نحو لاكٍ من المال منها ثلاثون ألف نقدا (٢) وسبعون ألف عروضا (٣) من البهار والقماش، فالله تعالى يصرفها بالقبول، ويبلغ صاحبها غاية السول والمأمول، ويكتب سلامة المسافرين، ويردّهم إلى أوطانهم سالمين، بجاه سيد المرسلين.

وفي ليلة الأربعاء ثاني تاريخه ماتت السيدة الكبرى الأصيلة المعمّرة الجليلة أم الخير واسمها شقراء ابنة أقْضى القضاة جمال الدين محمد ابن القاضي نجم الدين محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود بن ظهيرة القرشية المكية والدة القاضي أبي


(١) وادي الآبار: يقع جنوب مكّة في طريق اليمن على مسافة ٩٠ كلم.
(٢) بالأصل: نقد.
(٣) بالأصل: عروض.