للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقية الحاج في يوم تاريخه وتأخر أميرهم إلى الصباح. وسافر مع الحاج جماعة من أهل مكّة ومُنِع آخرون منهم القاضي أبو البقاء ابن القاضي عفيف الدين بن ظهيرة القرشي لتخيّل الشريف أبي نمي منه لصحبة عمه الشريف أبي الغيث، ويقال لتخيّل قريبه القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة للسعي عليه في وظيفة القضاء بمكة. وكان اكترى وحمّل جماله فأرسل إليه الشريف وطلبه فواجهه بالمنع. وأما غيره كالحنفي المتولي القاضي بديع الزمان ابن الضياء والخطيب عبد الرحمن النويري فبالإشاعة من غير تحقيق. ومن المسافرين الزيني عبد الرحمن ابن القاضي نور الدين علي بن ناصر الشافعي والمحيوي عبد القادر ابن المعلم علي بن المزين والجمالي محمد ابن الفقيه عبد الله الخرفان مكبر الحنفية وكتب له محضر بالثناء عليه. وأما الأولان فخفية كما أشيع ذلك، والله أعلم بما هنالك.

وفي يوم تاريخه فرّق قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة صدقة قماش من شاشات وبيارم ومناديل عال وصلتْ من الشرق مع جنازة قاضي بلاد اللار (١) من العجم ودفن بالمعلاة في أيام. . . . (٢) وأوصى بها لأرباب الوظائف كالقضاة الأربعة وأئمة المسجد الحرام والخطباء وفاتح الكعبة، وحصّل كل قاض سبع قطع منها والأئمة ستة وكذا الخطباء وفاتح البيت الشريف، ووصلت معها دراهم تفرق على أهل مكّة تسلمها القاضي الشافعي وقدرها أربعمائة دينار ذهب صكة بلاده، صرف كل دينار ثلاثة أشرفية وثلث، مجموعها ألف وثلاثمائة وثلاثون أشرفيا. وأضيف إليها ما وصل من بلاد حلب مع أمير الحاج الشامي وقدره ألف وخمسمائة أشرفي. وفُرقت في يوم الإثنين حادي عشري الشهر على الأعيان وأرباب الوظائف وغيرهم من أهل البلد والغرباء، فأعطي لكل قاض متول ومعزول أربعون أشرفيا ولكل نائب


(١) بلاد اللار من العجم، جزيرة كبيرة قرب سيراف. ياقوت: معجم البلدان ٥: ٧.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.