للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومها وصلّي عليها ضحى ودفنت بالمعلاة بتربة معتقها بجانب مصلب سيدنا عبد الله بن الزبير، ، وخلفت ولدها ربيعًا الصائغ، رحمها الله تعالى وعفا عنها.

وفي ظهر يوم الثلاثاء سابع الشهر ولد الطفل أبو عبد الله محمد ابن صاحبنا الشيخ جمال الدين محمد بن أبي بكر بن الشّلْح (١) السلمي المكي (٢)، وهو ثالث ولديْن درجا له، فالله يُحييه له ويقرّ عينه به.

وفي ظهر يوم الأربعاء ثاني تاريخه مات الخواجا وجيه الدين عبد الرحمن بن الخواجا جمال الدين محمد بن حسن الطاهر الصعدي الأصل المكي وجهّز في بيت زوج أخته الحاكم بدر الدين علي الجنيدب بالمعلاة وصلّي عليه صبح يوم الخميس ودفن بالمعلاة على قرابته وشيّعه جماعة من الأعيان وغيرهم وأخذ العزاء فيه قرابة له وصل من البلاد كان له عليه شفقة وإحسان، وخلف ولدين (٣) هما محمد وعلي باليمن وابنة بمكة ولم يبق له شيء من الأملاك بل باعها مع جميع جهاته بأبخس الأثمان وأنفقها في لذاته حتى افتقر. وتاب إلى الله تعالى وصار يتهجد في الليل وخُتم له بخير، وعفا عنه.

وفي ضحى يوم الخميس تاسع الشهر وصل لمكة صاحبها الشريف الحسني بجماعته وعسكره فتوجّه الأعيان للسلام عليه ما عدا القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة فإنه متوعك في منزله، فتوجّه الشريف في عصر تاريخه لزيارته وفي عوده دخل منزل قاضي الحنفية بديع الزمان ابن الضياء وجلس في دهليزه فعرض عليه الضيافة


(١) بالأصل: الشيخ، وهو خطأ يتبين لك في ما بعد.
(٢) هو جمال الدين محمد بن أبي بكر الشلح السلمي المكي، مؤرخ مكي، لم نجد له ترجمة. وصفه المؤلف جار الله بن فهد بقوله "صاحبنا" كما وصفه المؤرخ عبد القادر الجزيري في الدرر الفرائد بقوله "صاحبنا" أيضا وقال: ورأيت في قطعة من تاريخ صاحبنا العلامة محمد الشلح السلمي. وجمع الشيخ حمد الجاسر بعض تعاليق مفيدة عنه في مقدمة تحقيق الدرر الفرائد ص ٢٤.
(٣) بالأصل: ولدان.