وأنكر هذا الفعل الخاص والعام، وعُدّ ذلك من الجرأة والإقدام، وعدم المبالاة بالحكام، ومخالفة الشرع والإسلام، فنعوذ بالله من الغرور والانتقام.
ولما رأت أم الحنفي ذلك تألمت في نفسها ودعت الله بخلاص ولدها وترددت إلى المالكي والسكري فكل منهما يحلف بالتبري من ذلك ويجتري، فاستمر الحنفي في البيمارستان إلى الصباح فتوجّه السكري إلى الأروام وسألهم في إخراجه وتوجّه إليه بنفسه ومعه شاهدان شهدا على الحنفي بتعديه على المالكي والسكري وكتب ورقة بذلك وأطلقه بحضرة الأروام. فتوجّه الحنفي بعد ذلك إلى المطاف ودعا الله تعالى في الملتزم، على السكري ومَن له ظلم، فالله يتقبّل ذلك، ويطهر مكّة من أهل الفتن والمهالك، بجاه سيد الأنام، محمد بدر التمام، عليه أفضل الصلاة والسلام.
وفي يوم الجمعة سابع عشر الشهر جاء الخبر إلى مكّة بنصرة الشريف أبي نمي على عرب سبيع، قبيلة من بني لام في جهة الشرق، وأنه واجههم في يوم الثلاثاء وكاد لهم فقُتل له مملوك وبعض جماعته وجرح آخرون وقتل من العرب نحو العشرين نفسا وقيل خمسون واضطرب الناس في الخبر وتحققت النصرة وترادفت الأخبار بها.
ثم في يوم الخميس ثالث عشريْ الشهر وصل عسكر الشريف من بني حسن وغيرهم إلى مكّة، ثم هو في صبح ثاني تاريخه يوم الجمعة ودخلها بعرضة على ركاب والخيل أمامه مجردة نحو العشرين يقال إنه كسبها من العرب مع أغنام كثيرة يقال نحو عشرة آلاف قسمها على عسكره منها للخيال ستة وللراجل ثلاثة وبعضهم أزيد من ذلك، وبيع الكسب من القماش وغيره بالمسعى. وتوجّه الأعيان للسلام على الشريف أبي نمي وتهنئته بالسلامة والنصرة وأقام بمكة إلى بعد صلاة الجمعة ثم توجّه إلى فريقه جهة اليمن في وادي الآبار، ولله الحمد.
وفي مغرب ليلة الخميس عقد صاحبنا العلامة المدرس جمال الدين محمد ابن شيخنا عبد الله باكثير المكي الشافعي على زوجته البنت