للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعلى. كتبه قطب الدين الحنفي] (١).

وخلّف ولده عبد العزيز وابنتين من جاريتين، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الأربعاء ثانى تاريخه كانت زفة المولد الشريف من المسجد الحرام وكبيرها الناظر عليه قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة ومشى معه الأعيان وخلق من العامة وحجبه قاضي المالكية القاضي عبد الوهاب بن يعقوب وقاضي الحنابلة أبو حامد بن ظهيرة والخطيب الجديد المحيوي العراقي وأمامهم المفرعات وشمع الحرم على العادة. وكان القضاة الثلاثة متوعكين وأشدهم ضعفا الشافعي وجلس في الطريق مرارا ذهابا وإيابا، ودُعيَ له في المولد مع السلطان وأمير مكّة كعادتهم وكذا بالمسجد الحرام، وتفرق الناس عنه فيه بعد السلام عليه بعد صلاة العشاء.

ثم توجّه القضاة والأعيان من القضاة والتجار إلى بيت الوزير كمال الدين أبي الفضل بن أبي علي المكي لأجل عقد ولده الصغير المراهق الزيني على ابنة أخيه الجناب العالي الشيخ جمال الدين محمد المدعوة زينب، وعقد ولده البالغ السراجي عمر على ابنة عمه الماضي المدعوة أم هاني وهما مقصودان بالزواج لكبرهما وتأخير الأولين لصغر سنهما، فإن عمر الأول يقال أربع عشرة سنة وعمر زوجته نحو العشرة وقبل لكل واحد منهما والده عقده وباشر العقد قاضي القضاة الشافعي بخطبة واحدة، وحضر العقد السيد الشريف أبو نمي صاحب مكّة وأخوه الشريف ثقبة وجماعة من قوادهم، وكان جلوسهم في المجلس الكبير مع القضاة والفقهاء وغالب الناس في الزفاف على دكاك من خشب، وشرب الجميع سكرا مذابا وبُخروا بالعود والعنبر والماورد، على جاري العادة، وانفضوا وركب الشريف من


(١) ما بين عاقفتين كُتِب على الهامش بخط قطب الدين النهروالي، وكتب في آخره قوله: "كتبه قطب الدين الحنفي".