فوره وتوجّه إلى فريقه. وهنأ الناس والد الزوجين في الصباح كل واحد في منزله، وقصد الناس أبا الفضل أكثر من أخيه لظهوره وتقدمه في الفرح والبذل للواجب وغيرهم، فالله تعالى يديم أفراحهم وأفراح المسلمين آمين.
وفي هذه الجمعة وصل لمكة وكيل الصدقة الهندية الخواجا خليل ابن .... (١) وتحدث الناس بتفرقته لها وتكلموا معه في أمرها فوعدهم الجدة ولازموه في تفرقتها بمكة وتعذر عليهم بكونه قماشا وهو بجدة، فتوجّهوا إلى قاضي القضاة الشافعي وسألوه في تفرقتها فأمره بذلك وصمم هنالك فاعتذر له وأرضاه بمبلغ يقال نحو ألفي دينار فلأجلها تجشم المشقة وتوجّه إلى جدة وهو مفصول عن قضائها ومتوعك في بدنه، وأظهر أنّ الشريف أبا نمي أمره بذلك.
فتوجّه قبله الأمين خليل ثم القاضي الشافعي تبعه إليها في صبح يوم السبت حادي عشر الشهر وتبعه قاضي الحنفية المفصول أبو السرور ابن الضياء ثم قاضي الحنابلة أبو حامد بن ظهيرة ثم قاضي المالكية التاجي عبد الوهاب بن يعقوب ثم بقية الفقهاء وخلق من العرب والعجم لأجل قبض تعلقهم.
ثم توجّه كاتبه الجدة يوم الجمعة سابع عشريْ فوصلتُها صبح يوم الأحد فوجدتهم شرعوا في التفرقة على المستحقين قبل وصولي بيومين أو ثلاثة، وكان صرفهم باجتماع قاضي القضاة الشافعي والناظر على الصدقة إقليم خان ووكيلها خليل وبقية القضاة ما عدا الحنفي المتولي لقضاء مكّة وجدة وذلك في محلّ عروض الصدقة وهو أحد بيوت وقف الخواجا ترسن الرومي على ساحل البحر. وكتب على المستحقين لكل واحد إشهاد بخط الشيخ أبي زرعة المنوفي، وهو الضابط لها والعمدة عليه في معرفة مستحقها ومن قبض أولًا منها مع مباشر هندي من جهة