للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الإثنين رابع عشر الشهر كان سماطا أكبر من اللذيْن قبله لزواج الأصيل خير الدين أبي الخير ابن الشيخ العلامة محيي الدين عبد القادر ابن الشيخ سراج الدين عمر بن أبي السعود بن ظهيرة القرشي على سعادة ابنة الشيخ الأوحد شرف الدين أبي القاسم ابن الشيخ شهاب الدين أحمد بن صالح المرشدي المكي ومولدها في عام أربعة عشر وتسعمائة (٩١٤ هـ / ١٥٠٨ م) ومولد زوجها في ثالث عشري جماد الأول سنة إحدى عشر وتسعمائة (٩١١ هـ / ١٥٠٥ م) وهو أكبر منها بثلاث سنين. وكان دخولهما في ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه في بيت والدة الزوجة الحاصل لأمها من الإمام محب الدين الطبري الشافعي.

وعُمل للزوجين عقد حافل في الدار المذكورة بحضرة القضاة الأربعة وجماعة من الأعيان وغيرهم وكذا يوم الثالث والسابع وغير ذلك مما اعتنى به والد الزوج والزوجة، فالله تعالى يخلف عليهم بخير، ويبارك لهم ويدفع كل شر وضير، بمحمد وآله آمين.

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر كان العقد المبارك في الحجر الشريف تحت ميزاب الكعبة بالفاضل الأصيل الزيني عبد الحق ابن العلامة المدرس إمام الشافعية خير الدين أبي الخير ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي على البنت البكر المراهق أم الكرم فاطمة ابنة شقيقي العلامة المقرئ الصوفي محيي الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، أعزه الله تعالى. باشره قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة وأنشأ خطبة حسنة لمح فيها بذكر سلف الزوجين وعظم فيها الجانبين، وحضر فيه القضاة الثلاثة وبعض الأعيان وغيرهم من الأهل والجيران، وأسرج بعض الشمع أمامهم، ولم يحدث شيء يضر بالطائفين حولهم، فكانت ساعة مأنوسة، بالخيرات محروسة.