للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صباحها عُملت مَدّة لطيفة بجذابة (١) وخرذل ومأمونية، وذلك في منزل والد الزوجة بحارة سلفه بالسويقة، فشكر الناس منها وأثنوا على لطافتها.

وفي ليلة السبت ثاني تاريخه دخل الزوج بزوجته وهنّأه الناس في صباحيته، فالله تعالى يجعله مباركا عليهما، ويخلف بخير على أهلهما. وهذا الزواج [خامس] (٢) زواج الأبكار في عام تاريخه بمكة. ومولد الزوج في سنة ستة عشر وتسعمائة (٩١٦ هـ / ١٥١٠ م) والزوجة (٣) أصغر منه بسبع سنين فإن مولدها في رابع عشريْ المحرم سنة أربع وعشرين وتسعمائة (٩٢٤ هـ / ١٥١٨ م).

وفي هذا الشهر تزوج ابن أخ الخواجا زين الدين الناظر بجدة العجمي الشهير بابن العواني على ابنة محمد الحلبي، وعُمل لهما سماط مفتخر في بيت عم الزوج حضره خلق من الأكابر، ثم جُلّيَتْ العروس على زوجها جلاءً مصريا سبعة أنواع. ودخل بها وهي بكر ولم أعلم بهما.

ودخل الشيخ محمد ابن شيخنا الجنيد بن محمد المشرع اليمني على زوجته البنت وهي ابنة محمد بن راجح الجدّي.

وفي هذا الشهر حدثت (٤) بمكة عدة أفراح وأتراح لم أحرر ضبطها، منها: ظهر في نصفه شعاع كالعمود معترض في أفق السماء من جهة المشرق إلى المغرب معارض لثلاث منازل من الكواكب الثوابت وأوله من جهة المشرق متصل بالشعراء اليمانية، واستمر أزيَد من نصف شهر. وما علمتُ حدوثه، ويقال عن المنجمين وبعض أعراب البادية إنه يظهر بوجوده الرخاء في الحبوب أو موت بعض الأكابر، مما يعلمه علّام الغيوب.


(١) كذا بالأصل، وهو نوع من الطعام.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل، والإكمال يتطلبه المعنى، انظر أول الورقة ١٠٨ ب حيث ذكر الزواج الرابع.
(٣) بالأصل: والزوج، وهو خطأ واضح.
(٤) بالأصل: حدث.