للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي نصف الشهر أيضًا شرع الشريف عرار بن عجل الحسني في عمارة علو داره بأجياد، قاعة مصرية بمرافقها، وجمع لها البُناة أزيَد من عشرة وغير ذلك من العمال والنجارين والدهانين وآلات من الأخشاب والنوره والطوب وما يحتاج إليه، ولازمَ ذلك بنفسه مع همة عالية وحِدّة زائدة كعادته.

وعمّر في هذا الشهر أيضا مصطفى الرومي الناظر على العين بمكة ما يحتاج إليه من علو الدبول (١) الثلاثة التي بأسفل مكّة المسماة (٢) ببازان: أحدها عند باب إبراهيم من المسجد الحرام وثانيها الموالي لها عند بيت القائد بُديْد (٣) والقائد جوهر المغربي وثالثها خارج البيوت عند درب اليمن من جهة المسفلة محاور المسجد الذي بناه مسلم من سنتين على محل المولد الذي يقال له مولد السيد حمزة بن عبد المطلب ، عم النبي ، وذلك لصيانتها عن السيول المارة عليها. وأحكم ذلك بالنورة والحجارة الكبار، فالله تعالى يضاعف له الثواب بجاه محمد وآله آمين.

وفي آخر العشر الأول من شهر تاريخه أشيع بمكة أنّ الشريف عرار بن عجل أخبر الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري بوصول مرسومين له أحدهما من الروم وثانيهما من القاهرة، إلى عند السيد أبي نمي صاحب مكّة بتوليته لجميع الخطابة بمكة وأمره بالتوجّه إليه لأخذهما. فتوجّه إليه بعض الناس فأنكره، وخاط الناس في ذلك وماطوا.

ثم إن الخطيب عبد الرحمن عمل حلوى وصَحِبَها رفقته وتوجّه إلى فريق الشريف بالعياء (٤) في ليلة السبت ثاني عشر الشهر فواجهَ الشريف وأهدى له ما


(١) جمع دبل وهو الجدول.
(٢) بالأصل: المسميني.
(٣) هو القائد بُدَيْد بن شكر بن راجح العمري. وردت أخباره الكثيرة في إتحاف الورى للنجم بن فهد، انظر فهارس الكتاب ص ٨٨. كما ذُكر في كتاب غاية المرام للعز بن فهد ٢: ٤١٥، ٤٣٢، ٥٠٩.
(٤) اسم مكان ورد على هذا الرسم، ولم نجد له تعريفا.