للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه، فرحب به ويقال إنه قال له: الشريف عرار أخبرك بوصول المراسيم؟ فقال: نعم، فقال له: توجّه إلى القائد جوهر المغربي. فتوجّه إليه فأظهر له التوقف ولم يظهر له تحقيق خبره وقال له: توجّه إلى مكّة والشريف يأتيك فيها. فقام من عنده واجتمع بالشريف مرة ثانية وترفق له في القول والاعتذار عما نسب إليه في حقه وأنه باطل فطيب الشريف خاطره وأمره بالتوجّه إلى مكّة فعاد إليها وهو مكسور الخاطر وفرح خصمه بعد أن ظهر عليه الخذلان. وتعجّب الأخيار من هذه الحركات، التي تؤدي عاقبتها إلى الخسارات، نعوذ بالله منها.

وفي صبح يوم الجمعة حادي عشر الشهر وصل لمكة الأمير صندل بن عبد الله السليمي شيخ الخدام بالحرم الشريف النبوي، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، وكان توجّه لفريق الشريف أبي نمي صاحب مكّة واجتمع به لقضاء حاجته وهو إخباره بعصيان عرب المراوحة، وإجارة بعضهم على حمل حب الصدقة الخنكارية لأهل المدينة الشريفة، وهم في ضرورة (١) بسبب ذلك. فأمر الشريف صاحب ينبع بشنق المحيّرين وبردع الباقين، فالله تعالى يقدر خيرا للمسلمين. ويقال إنه اجتمع بأمين الصدقة الهندية وقال له: لا تتوجّه بمال أهل المدينة في هذه الأيام لأن الشريف مانع المفصول عن إمارة المدينة مقيم لك في الطريق مع بعض العرب فترك ذلك حتى يتوجّه الشريف أبو (٢) نمى بنفسه أو يأخذ بعض عبيده.

وسافر شيخ الخدام بعد ثلاثة أيام وجاء بعده أمير المدينة الشريف باز بن فارس بن شامان الحسني وتوجّه لفريق الشريف، ولعله من جهة عصيان الشريف مانع الزبيدي، ويقال إنه محاصر لطرق المدينة الشريفة، حماها الله تعالى من الأسواء.

وفي يوم السبت سادس عشر الشهر شرع القضاة المتولين ما عدا الحنفي بجدة


(١) استعمل المؤلف مرارا هذا اللفظ بمعنى الضرر.
(٢) بالأصل: أبي.