للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهير بابن ظهيرة القرشي بعد وصية كتبها في آخر مرضه. وله سنين مريضًا بوجع الدق، ويقال لكثرة استعماله للمغيبات بحيث تغيّر جسده وانقطع بمنزله، وتصرف في جهاته بما لا يُحمَد فيها بحيث لم يمض غالب وصيته مع كثرة ديونه، ويقال نحو ألف.

وجعل وصيه القاضي شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات المالكي. فجهّزه في ليلته وصلّى عليه بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود، كعادة بني ظهيرة، ودفن بتربتهم بالمعلاة عند الحجون على قبر أمه وجده، وعُمل له ختم في صبح يوم الثلاثاء خامس الشهر (١). وتنازع عم أبيه أبو المكارم بن أبي القاسم الرافعي وهو شاب مع زوج عمته سعد الدين بن ظهيرة في ما أوصى به من النزول لوظائفه وإجازة أوقافهم له ولغيره وساعده صهره القاضي شهاب الدين المالكي الذي جعله الميت وصيا وعزل نفسه منها وقال إنه قصد حرمانه من ميراثه وسأل في ضبط مخلفه من الكتب وغيره، وكان أوصى بوقفها مع ميراث غير ذلك. فقال الوصي: الديْن مقدم وغالب جهاته وقف على عصبَته، ووجد بعض المستندات التي بمنزلهم بباب إبراهيم والعصامية بوادي أرض خالد وهي مرهونة في ستمائة أشرفي عند الوزير الجمالي محمد بن أبي علي المكي وغيرها مصلح في أوقافها بالكشط. وأروها للقاضي الشافعي فأمر ببيع أثاث البيع (٢) وضبط الباقي حتى تحرر أمره، فضبط ذلك وكثرت القالات فيه، ولا قوة إلّا بالله.

وفي ضحى يوم الخميس سابع الشهر وصل لمكة صاحبها الشريف أبو نمي محمد بن بركات الحسني وتوجّه الأعيان للسلام عليه ومقت غالبهم لتحمّله على الفقهاء. ويقال إن سبب وصوله للإشراف على الساباط دهليز دار السعادة مسكنه،


(١) كلمتان تكررتا بالأصل.
(٢) كذا بالأصل، ولعل الصواب "البيت".