للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناظر المسجد الحرام، على العادة، وعمره نحو عشرين سنة.

وفي ليلة الجمعة سابع الشهر وصل لمكة نائبها السيد الشريف أبو (١) نمي محمد بن بركات الحسني وأمر بعمارة صدر حوش دار السعادة مسكنه مع أبيه من قبله مقعدا تركيا بمبيتٍ فيه، سفْلُه خمسة مخازن وعلوه مبيت ومرافق متصلة بسكن حرسه على قاعدة أمراء الديار المصرية. وتقدم عليها صهره الشريف عرار بن عجل النموي الحسني يقال بطلب منه في ذلك. وتدرك بفراغه في شهر رمضان. وعاد الشريف أبو (٢) نمي إلى فريقه بعد زيارة أبيه وجدّه بالمعلاة في آخر يوم تاريخه.

وفي صبح يوم السبت ثاني تاريخه شرع العمال في هدم البناء القديم وجمع الشريف عرار ما يمكنه من المعلمين كالبُناة والنجارين والدهانين وأخبرهم بعمارة المحل وصرف (٣) على بعضهم وحضَّهم على العمل بهمة وعزم شديد بحيث اهتموا له كعادة عمائره، واستمروا على ذلك حتى بُنِيَ غالب المقعد والمبيت في شهر تاريخه وما فتر عمله إلّا عند وصول الشريف أبي نمي لمكة في شهر رمضان، وأمر المعلمين بشغل نصف نهار، وتأخّر السقف لأجل دهانه إلى شوال.

وفي عصر تاريخه ثامن الشهر المذكور مات فجأة الشيخ المجذوب العالم الأديب جمال الدين محمد ابن شيخنا العلامة مفتي المسلمين مجد الدين إسماعيل بن أبي يزيد المكي الشافعي الشهير والده بابن بنت غناء. وكان في البستان جهة المعلاة المعروف بثاني وهو طيب مع جماعة من التجار وصلّى بهم الظهر ونام فخرجت روحه فجأة. فجهّز في وقته ودفن قبل الغروب على قبر أبيه بالمعلاة بالقرب من الشيخ علي الشولي، رحمه الله تعالى وإيانا. وخلّف ولده إبراهيم، واختلف الناس في صلاحه ومنهم مَن يذكر له كرامات.


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) بالأصل: وأصرف.