للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفرق عليهم حصتهم من المبرة الهندية وذلك لسوء تدبير أمينها وخلطوها.

وأقام الناظر بمكة نحو ثلاثة أيام ثم توجّه لجدة وكان أمينها الخواجا خليل توجّه من عسفان إليها وصحبته الشيخ أبو زرعة شاهدها. وتحدث الناس أنه ما توجّه إليها إلّا بضبط استحقاق أهل مكّة ويأتيهم به على خاتمة شهر رمضان. فلم يصح ذلك، وانطلقت ألسنة الناس فيه بالسب والدعاء عليه. فقدّر الله تعالى أنّ بعض عبيده خالفه في أمره فأراد يضربه فسطا فيه، قتله (١) بخنجر في وسطه وجرحه أربع جراحات مثخنة يقال إنها في رأسه ويده وجانبه وعالج فيها شدة حتى خيف عليه الفوات.

ثم إنه تنبّه لنفسه وأفرد من ماله مبلغ ثلاثمائة أشرفي وقيل خمسمائة، وعيّنها بأسماء جماعة من أرباب الوظائف والفقراء كل شخص خمسة أشرفية إلى اثنين وواحد، وأرسل بقائمه لمكة مع صرّ في المبرة الهندية وفرقها على من عُيّنتْ له في آخر شهر رمضان ووقع لها موقع (٢)، وكنتُ ممن عيّن له ثلاثة أشرفية. ولو كان قبض العامة في هذا الوقت كان حصل منها نفع كبير، لكن الأمر لله.

وفي مغرب ليلة السبت سادس الشهر ماتت سُتيتة ابنة السراجي عمر بن أحمد الريمي المكي زوجة المحيوي عبد القادر بن عبد الله وكيل الشرع الغائب في عام تاريخه في جهة الروم، وترك عندها ولدين وولدًا من غيرها مع عبد وجارية، فأوصت ضحوة يوم الجمعة أمس تاريخه بجميع ما في منزلها لزوجها ما عدا بعض حلية لها. وكان ذلك بحضرتي مع شقيقي الدين عبد القادر ووالدها لكوننا من أقاربها. فجهّزها وكيل زوجها بأمر مخدومه قاضي القضاة المالكي الشرفي أبي القاسم الأنصاري في ليلة تاريخه، وصلّي عليها بعد صلاة الصبح، ودفنت بالمعلاة على أمها


(١) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٢) بالأصل: موقعا.