للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند الدرب، رحمها الله وإيانا.

وفي ضحى يوم الأحد تاريخه وصل لمكة الخواجا أبو البقاء السكري من جدة وتوجّه للشريف في ساعته من أجل شكوى جاره الخواجا ناصر الدين الخانكي بسبب الفتنة التي أثارها بجدة من جهة هدم المسجد الحادث بجانب منزله، التي كانت لقاضي القضاة الكمالي أبي البركات بن ظهيرة، وله فيها طهارات وسط المسجد وأراد السكري إزالتها لكونه مشتري الدار، منع الخانكي منه وشكاه للشريف فمنعه من التعرض فتعصب له جماعة من الأروام وأرادوا وقوع فتنة مع جماعة الشريف فاغتاظ لذلك وتهدده لما قدم عليه وكذا خصمه، وهما ألد الخصام، مع معاندة الحكام، لكن الخانكي يضعف عنه في المكر والخداع. ثم عُملتْ مصلحتهما وأصلح الشريف بينهما، وفّق الله الأحوال وسددها.

وفي آخر يوم الأحد سابع عشر الشهر وُلد إسماعيل ابن المعلم حسن بن عمر البناء الشهير بابن بنت الجبرتيه، وأمه خديجة ابنة شيخنا العلامة إسماعيل بن أبي يزيد الشهير بابن بنت غناء. وكان تزوجها سرا عن امرأته أم أولاده فعلمتْ به فناكدته مدة ثم سكنت وصار يتوجّه إليها جهارا وهي أحسن من الأولى لأصلها من جهة أبيها، وسَمّى باسم جده منها.

وفي نصف الشهر تمت عمارة المقعد والمبيت الذي أحدثه أمير مكّة السيد الشريف أبو (١) نمي الحسني بمنزله المعروف بدار السعادة ما عدا سقفها تأخر لدهانه، واستمر الشريف ومعه غالب جماعته وهو ملازم على صلاة الصبح والمغرب والعشاء جماعة في المسجد الحرام، وأفطر عنده قاضي القضاة الشافعي ليلتي العشر الأول والثاني، وبلغني أنه عمل له سحورًا في بعض الليالي.


(١) بالأصل: أبي.