للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلّي عليها عقب صلاة الصبح وشيّعها خلق من الفقهاء وغيرهم ودفنت في المعلاة في تربة سلفها عند بني ظهيرة وبيت النويري.

وخلّفت لولديها أثاث بيتها من نحاس وصيني وغير ذلك وبعض نقد. وكانت على طريقة السلف الماضي في طرح الكلفة والحرص على حفظ متاعها، وعمرها نحو سبعين سنة. وعمل لها ربعة وختم في صبح يوم الجمعة بواسطة أخواتها وأولادها، رحمه الله تعالى وعوضهم خيرًا.

وفي يوم تاريخه وصل لمكة الخبر بوصول جلبة لجدة من الطور فيها الخواجا أحمد بن أبي بكر السكندراني وأخبر بوصول قاصد صاحب مكّة من الروم القائد شهاب الدين أحمد بن نصر الحسني إلى بندر الطور لأجل شحنة جلبتهم (١) فيها على عادة القصاد في مسامحة عشورها له ومعه مراسيم خنكارية وبلغة لمرسله السيد الشريف أبي نمي واستمراره على وظيفته وقبول هديته. وأن معه عدة مراسيم بتولية قاضي الحنفية أبي السرور بن الضياء عوض بديع الزمان في قضاء مكّة وتولية قاضي المالكية بها الشرفي أبي القاسم الأنصاري عوض التاجي تاج الدين بن يعقوب وتولية الخطيب عبد الرحمن النويري لثلثي الخطابة بالمسجد الحرام عوض المحيوي العراقي وكان بيده الثلث منها فتم له جميعها، وتواتر الخبر بذلك.

وفي ليلة الإثنين رابع عشر توجّه قاضي القضاة أبو (٢) القاسم المالكي بعياله لوادي هدة بني جابر مع سماعه بخبر ولايته ولكنه لم يحققها.

وفي صبح يوم الخميس سابع عشر الشهر وصل لمكة قاصد من ينبع وأخبر أنه فارق القاصد أحمد بن نصر منها ومعه أوراق فيها خبر ولاية القضاة والخطيب عبد الرحمن، فتجرَّأ خصمه العراقي على الخطبة يوم الجمعة ثاني تاريخه مع أن القاصد


(١) وردت الكلمة بالأصل غير معجمة.
(٢) بالأصل: أبي.