وقف على أرباب الوظائف وأخبرهم بذلك وأخذ منهم بشارته، وأنكر الناس مباشرته الخطبة خفية ولم يواجهوه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي صبح يوم الخميس المذكور مات الشيخ الأصيل شرف الدين إسماعيل بن محمد بن إبراهيم العراقي المكي بعد توعكه مدة بحصر البول، فجهّز في يومه وصلّي عليه عصر تاريخه وشيّعه جماعة ودفن بالمعلاة عند تربة سلفه قريب الدرب، وحزن الناس عليه لضعفه خصوصا بعد إخراج نظر البيمارستان المكي عنه في العام الخالي. وبه انقرض بيت العراقي نُظّار البيمارستان من الرجال، وكان عمره نحو سبعين سنة.
وخلف زوجته .... (١) ابنة السيرجي لأنه تزوج بها في عام تاريخه ويقال إنها حاملة منه ولم يصح. ونزل بالتحدث على رباط البانياسي في الصفا للقاضي أبي البقاء بن ظهيرة القرشي وغير ذلك من جهاته، وجعله وصيّه، ولم يخلّفْ كبير أمر بل بلغني أنّ تركته بيعتْ بنحو عشرين دينارا وأنّ دينه نحو خمسين أشرفيا، سامحه الله تعالى وعفا عنه.
وفي ليلة الأحد عشريْ الشهر وصلت لمكة قافلة المدينة الشريفة وفيها القاضي عز الدين الفائز بن ظهيرة بعياله والشيخ شهاب الدين بن عبد الغفار والعفيف الفاكهي وجماعة، وهنّأهم الناس بها.
وفي يوم تاريخه مات السيد المعمّر عفيف الدين عبد الله بن عبد اللطيف بن أبي السرور الحسني الفاسي، فجهّز في يومه وصلّي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة في تربة سلفه بشعب النور، ولم يخلف ذرية بل انقرض به أهل بيته من الرجال ما عدا النساء. وكان عمره نحو سبعين سنة وهو ممتع بحواسه مع ضعف بدنه وقلة ما بيده، رحمه الله تعالى وإيانا.
وفي يوم الإثنين حادي عشريْ الشهر ظهرت السرقة التي أخِذْت من خان