للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف أبو (١) نمي إلى فريقه جهة اليمن بوادي الآبار، وهو متوعّك في محَفّة.

وفي صبح يوم الأحد المذكور مات بمكة القائد الكبير الأجل المحترم زين الدين مبارك بن بدر السحرتي الحسني. وكان مرضه طويلا نحو سنة، فجهّز في يومه وصلّي عليه عصر تاريخه عند باب الكعبة وشيّعه خلق من الأعيان وغيرهم إلى المعلاة، ودفن أمام تربة ساداته الأشراف أمراء مكّة، وعُملتْ له ربعة بالمعلاة ثلاثة أيام وختم له في ثالثها. رحمه الله تعالى وإيانا. وكان محمود السيرة كثير العبادة والتلاوة وقد ترك الحكم لابن أخته القائد مرشد بن مفتاح الحريري من مدة خمس سنين أو أكثر، عفا الله عنه.

وفي هذا النصف الأخير من الشهر بعد الحج حصلت (٢) تحريكة دموية بمكة وما حولها مات فيها جماعة من الحاج الشامي والمصري منهم الخواجا إسماعيل بن الدهشة الحلبي بخَبْت البزواء (٣). وبمكة توفي جماعة فجأة أو بمرض يسير، منهم العلامة الأصيل القاضي برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأبناسي القاهري الشافعي نزيل مكّة واحد نواب قضائها بجدة في ليلة الأحد سادس عشر الشهر وصلّي عليه صبح تاريخه عند باب الكعبة ودُفن بالمعلاة، وخلف زوجة ومبلغا صار لبيت المال، رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين.

وفي جمعة تاريخه مات الجمال محمد بن غانم العطار أخو (٤) المعلم محمود البناء من أمّه، ودفن بالمعلاة. وخلف ولديْن رجلين وغيرهما، وذكر بخير من الصدقة


(١) بالأصل: أبا.
(٢) بالأصل: حصل.
(٣) بالأصل: البزوي، والصواب البزواء. وهي أرض سهلة تُعرف اليوم بخبت الفريش. البلادي: معجم معالم الحجاز ١: ٢٠٧، ٣: ١٠١ - ١٠٢.
(٤) بالأصل: أخي.