للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشافعي ناظر المسجد الحرام على يد الشيخ ولي الدين أبي زرعة المنوفي متولي تفْرقة الأوقاف في زمن تاريخه، نفع الله به.

وفي ليلة الإثنين حادي عشر الشهر وصل لمكة المشرفة أمير المدينة الشريفة باز ابن أميرها الشريف فارس بن شامان الحسيني لأجل الزواج بابنة ابن خاله الشريف محرم (١) ابن صاحب مكة السيد هزاع بن محمد بن بركات الحسني، وأمها أخت صاحب مكة الآن السيد أبي نمي محمد بن بركات، وأذن له والدها بالعقد بها لغيبته بالقاهرة.

وأخبر أن الحاج الشامي بلغه في العلا أنّ نائب الشام الرومي أرسل عسكرا للقبض على الشيخ جغيمان - شيخ بني لام - في فريقه فأنذرتهم (٢) فهرب عنهم، فجاء للعسكر غرّة فنهَبَهم. فلما سمع ولده وهو مع الحاج هرب وأخذ بعض جمال الشعارة بحمولها ففطن له شيخ العرب .... طقطباي (٣) فأخذ معه جماعة من العرب وتبعه، وتخوّف الحاج من ذلك. فالله تعالى يسلمهم ويبلغهم أوطانهم ويُسمعنا عنهم ما يسرّ، ويدفع ما يضرّ، بمحمد وآله أمين.

وفي صبح يوم الإثنين المذكور ماتت زبيدة ابنة إمام الحنفية شهاب الدين أحمد بن محمد البخاري بعد توعكها مدة طويلة، ويقال إنها مسمومة، وكان والدها مهاجرا لها وكذا جميع أهلها لسوء طريقتها. وكانت لما اشتد بها المرض طلبت أخاها وأباها للاجتماع فتوجّه لها الأخ وامتنع الأب حتى ماتت، فتوجّه لجهازها في يوم تاريخه وصلّي عليها بعد صلاة العصر، وشيّعها جماعة من الأعيان وغيرهم.


(١) ذكرتْ أخبار محرم بن هزاع مفرقة في كتاب غاية المرام للعز بن فهد، الجزء الثالث ص ١٢٢، ١٤٨، ٢٠١، ٢١٤، ٢٨٢.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) وردت الجملة بالأصل مضطربة الكتابة فجاء نصّها: "وفي ابن طراباي". وطقطباي الذي اقترحنا إبداله بما ورد في النص هو طقطباي الأشرفي الذي كان أميرًا للحج وذُكرتْ أخباره في كتاب غاية المرام للعز بن فهد الجزء الثالث ص ٢٩٩، ٣٠٣، ٣١١.