للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك لمخالفة أخيها الكبير لها في زواجها على ابن عمها لقلّة عقله ووجد الناس لفعله. وهنّأ الأعيان الزوج وأقام عندها (١) سبعة أيام ثم نقلها لمنزله. جعله الله مباركا عليهما.

وفي يوم الإثنين سادسه (٢) خرجت مؤذنة قاضي القضاة المالكي بدعوة زفة الحناء وحضرها الأعيان من القضاة والفقهاء والتجار، منهم علاء الدين ملك التجار في الفازة، وألصق كل منهم ذهبا وفضة، مجموعه نحو خمسين أشرفيا، ثم قدّم لهم حلوى وانصرفوا.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه كانت الزفة من الصفا تمرّ على المسعى إلى سوق الليل والمسفلة وهي رائقة بالمفزعات والشموع وكثرة الخلق من الأعيان وغيرهم، ثم حصل مطر عند وصولهم لمنزلهم واستمر ليلة ويوما، وسقط فيه دور عديدة منها منزل الأخوات المعروف بدار الحنفية، ومات فيه طفل عمره أربع عشرة سنة اسمه محمد بن إسكندر الجاركسي العادلي الصوفي وسَلِم والده وأخته وجيرانه، ولله الحمد. ونُبِشَ له في صباحه وجهّز في ظهر تاريخه ودفن بالمعلاة في شعب النور. فالله تعالى يضاعف لوالديه الثواب والأجور.

وفي ليلة الخميس تاسع الشهر عمل قاضي القضاة الشرفي المالكي مولدا في الفازة حضره الأعيان من القضاة والفقهاء والتجار وغيرهم وألصقوا له نحو مائتي أشرفي بعد توقّفه في أخْذ ذلك. لكنه غلب عليه أصحابه لطلب العوض في مصرفه.

وفي فجر تاريخه زف الولد الطهير من باب حزورة، وهو رابع أربعة، وكسر مشط عقب تطهيرهم لأجل العدو به (٣) على قاعدة البلد. وحضر ذلك الأهل


(١) بالأصل: عنده.
(٢) بالأصل: سادس.
(٣) وردت الكلمة بالأصل مبهمة وغير معجمة، حيث يمكن أن تقرأ بالقراءات الثلاث التالية: العدو به - العروبة - العزوبة، ولم نجد ما يرجح إحداها على الأخرى.