والأصحاب الملازمون لأخيه. وفي صباحها عُمل سماط له وكان كبيرا حسنا فيه المأمونيتان (١) والرزان والمشورات والدجاج وجملة من الأطعمة المفتخرة.
وفي يوم تاريخه خرجت مؤذنة الغمرة لزواج المحيوي عبد القادر بن النوري علي الشيبي على ابنة قاضي القضاة المحيوي عبد القادر بن ظهيرة الحنبلي. وكان بَلّ السكر لعقد ابنه قاضي القضاة المالكي المفصول التاجي عبد الوهاب بن يعقوب على شقيقة الخواجا الكبير محيي الدين عبد القادر بن محمد القاري في منزل أبيها، وحضره جماعة من الأعيان، ومُدّت لهم مَدّة فيها أطعمة مفتخرة وانصرفوا.
وفي ليلة الجمعة عاشر الشهر كان العقد المبارك أمام الرواق الشمالي من المسجد الحرام بالشمعيات الجدد وشمع الحرم جميعه من باب السلام إلى باب العمرة. حضره الخلق من الأعيان وغيرهم كالقضاة الأربعة ماعدا المالكي المتولي، فعوّضه المفصول صاحب المهمّ والسيد علاء الدين ملك التجار. وباشر العقد قاضي القضاة الشافعي بخطبة عظيمة بليغة مستقيمة أعجبتْ الحاضرين وفيها التنويه بذكر الزوج، وأنّه على مائتيْ مثقال حالّة، ودُعِيَ فيها للسلطان وصاحب مكة والسيد ملك التجار ثم ناظر المسجد الحرام قاضي القضاة الشافعي. وكان ذلك بالإذن منه في الدعاء لملك التجار قبله. ودار على الحاضرين بشرب السكر المذاب والبخور والماورد، وكان كبيرا حسنا. جعله الله على صاحبه مباركا وهنّأه الناس في صباحه.
وفي ليلة الأحد ثاني عشر الشهر كانت زفة المولد الشريف لقاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام ومعه القضاة الثلاثة والخطيب والفقهاء والتجار والفقراء بالتهليل والأعلام والمفرعات والفوانيس والمشاعل إلى محل المولد الشريف في شعب بني هاشم بسوق الليل، وصلى الناظر به وخطب له على منبر هناك، ودُعِيَ له