وللسلطان ولصاحب مكة على العادة. وعاد إلى المسجد ودعا لهم رئيس زمزم أمام قبة الفراشين، وتوجّه الشافعي إلى محله عقب صلاة العشاء وسلم عليه الفقهاء وانصرفوا.
وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر الشهر عُمل سماط للمحيوي عبد القادر الشيبي لزواجه على لطيفة ابنة قاضي القضاة الحنبلي المحيوي عبد القادر بن ظهيرة في منزل أبيها بسوق الليل. وكان سماطا أنِقًا فيه كثير من الألوان المفتخرة وغيرها.
وفي ليلة الأربعاء ثاني تاريخه دخل بها الزوج، وهنّأه الناس في صباحها.
واتفق في يوم الثلاثاء قبل تاريخه وُلد النجل علي ابن قاضي القضاة الحنفي شهاب الدين أبي السرور بن الضياء وأمه حبشية موطوءةٌ لأبيه.
وفي ليلة الأربعاء المذكور عُمل عقد احتفل به قاضي القضاة المالكي الشرفي أبو القاسم الأنصاري في محل طهار أخيه بالفازة التي بالقرب من داره بأسفل مكة، للموصّى عليه السراجي عمر ابن المرحوم الخواجا .... (١) البصروي الخطيب الدمشقي على زينب ابنة المرحوم كمال الدين الحريري الحلبي، وحضر فيه القضاة والأعيان من الفقهاء والتجار وغيرهم. وكان بهجا مأنوسا باشر فيه العقد قاضي القضاة الشافعي على خمسين مثقالا مقسّطة كل عام ثلاثة مثاقيل.
وفي ليلة تاريخه عقد قاضي القضاة الشرفي المالكي المشار إليه على المعلّم شهاب الدين أحمد بن محمد البنغالي الحكاك على أم الحسين ابنة السراجي عمر ابن الشيخ شهاب الدين أحمد الزيمي المكي على تسعة عشر مثقالا مقسطة كل عام مثقال. وحضرتُ ذلك مع جماعة في منزل العاقد، وأسقى الحاضرين سكرا مذابا. جعله الله مباركا عليهما ورزقهما ذرية صالحة.