بعضه. فتشاوروا في إصلاحه فقال لهم قاضي القضاة الشافعي: يحتاج إلى مشاورة أمير مكة السيد أبي نمي. واتفقوا على الإرسال إليه واستئذانه في ذلك فأرسلوا إليه فرد لهم الجواب بسؤال نائب الديار المصرية أو الخنكار في ذلك، وهو الصواب.
وفي يوم تاريخه أرسل اليازجي محمود جلبي الرومي ساعيًا بطلب قاضي جدة بديع الزمان بن الضياء للبحث عن أحواله بمكة فسمع بعض أخصائه بذلك فأرسل له يخبره بذلك فتوجّه من فوره قبل وصول الساعي لجدة لفريق الشريف أبي نمي صاحب مكة فوجده في العزيب لصيد القنص، فأقام بفريقه حتى عاد فشكا عليه حاله و احتمى به فلاحظه بنظره. وأرسل أوراقا لمكة لليازجي محمود بأن القاضي بديع الزمان (١) وعليه المراجعة في أمره فسكتوا عنه، فالله تعالى يوفّقه ويهديه للطريق المستقيم. فإنه عارف بالقضاء طامع في تحصيل المال، وقد كثر الشكوى منه، أصلحه الله وإيانا.
وفي ضحى يوم الإثنين ثامن الشهر مات الولد الأصيل محيى الدين عبد القادر ابن قاضي القضاة الجمالي محمد بن يعقوب المالكي وكان جُذِب وأصابه مرض اختل عقله فيه حتى حُبس في بيت عمه عند جدّته. فجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر عقب، النداء له على زمزم - كعادة أولاد القضاة - وشيّعه خلق كثير ودفن في المعلاة في تربة جده لأمه السيد أصيل الدين. وعملت له ربعة فيها صباحًا ومساء وختم له في يوم الجمعة. وانتقد ذلك على عمّه لاختلال عقل الميت وكان ستْره أولى.
وفي شهر تاريخه وصل لمكة بحرًا من الديار المصرية درويش محمود العجمي المجذوب ومعه عشرة عبيد لكناسة المسعى، ويقال إن الخنكار - نصره الله - أمر مشترى عشرة عبيد سود وعشرة جوار لزواجهن عليهم ويقيمون جميعًا عند ناظر