للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمارة في العين الشيخ مصطفى الرومي. فاشتري ذلك من مال الخنكار بجدة وأرسلوا إلى جهة عين حُنين للشغل فيها. وهذا الفعل جميل ما اتُّفق (١) فيه لأحد من الملوك المتقدمين. جازى الله الملك على ذلك خيرًا وأثابه أجرًا.

ويقال إن درويش محمود هو السائل في ذلك لكنه كدر باستنجاز عدة مراسيم أبي نمي ونائب جدة فيها: سؤال الشريف أبي نمي في إبطال معشر الفرق (٢) بجدة، وأن السلطان يعوض له الجامكية من خزانته وأنه يتوصى بحاملها غاية الوصية والمساعدة في النظر على الأوقاف من الربُط والسّبُل والمياضي وغير ذلك بعمارتها والفحص عن متحصلها. فدار على بعض الأماكن وكتبها مع جهاتها وما فيها من الخراب والإصلاح. ولازم البيمارستان بمكة. وكان الشريف أبو نمي أعطى ولايته للشيخ جمال الدين محمد ابن شيخنا عبد الله باكثير وله معلوم في أوقافه بمكة والشام، ويُقال إنه لا يصرف غالبه فيه، ووجده معطلًا من المرضى، وأدخل فيه جماعة وقال: أنا أصرف عليهم، وباشر بعض ذلك بنفسه. وأرسل للشريف أبي نمي صاحب مكة مراسيمه الخنكارية، ويقال بوصية من أمر الخنكار في ذلك، وفي حبّ أرسله معه لعمل دشيشة للفقراء بمكة والمدينة الشريفة بنحو خمسمائة إردب، نصفين بينهما. فتأثر الشريف من فعله خصوصًا والتمّ عليه جماعة من الأروام وبعض مماليك الشريف أبي نمي فأرسل لمن صحبه من مماليكه وتهدده وقال له في جوابه: أنت حداد وظيفتك كنس المسعى ولا تكمل (٣) في نظر شيء من الأوقاف وغيرها. وهو الحقيق في أمره لأنه إلى الجنون أقرب. فخاف من ذلك وتوجّه إلى جدة مع اليازجي محمود الرومي. فالله يقدر للمسلمين خيرًا.

وفي هذا الشهر كانت الأسعار بمكة رخية كل رطل لحم بكبير وكذا اللبن


(١) بالأصل: ما يتفق.
(٢) كذا بالأصل، ولعله معشر القوت الذي سيذكر في الورقة الموالية من النص.
(٣) كذا وردت الكلمة بالأصل، ولعل صوابها: تدخل.