للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسود كعادة بني ظهيرة، وشيّعها خلق من الأعيان وغيرهم ودفنت بالمعلاة بتربة سلفها.

وفي هذه الجمعة أشيع بمكة أن الآغا قجماس (١) مملوك الأمير جانم الحمزاوي وصل إلى فريق الشريف أبي نمي صاحب مكة ومعه مراسيم له من ملك الأمراء بالديار المصرية سليمان الرومي.

ثم في عصر يوم السبت ثاني تاريخه وصل هولمكة ونزل في بيت ملك التجار السيد علاء الدين ومعه نجابة من العرب صحبتهم أوراق للناس مؤرخة بأول جماد الثاني وخفي خبرهم. ويقال إن في مراسيم الشريف التأكيد عليه بامتثال المراسيم الواصلة إليه من الروم مع درويش محمود العجمي في إبطال معشر القوت (٢) وضبط متحصله فيها حتى يعوّض عنها. وأن الشريف أبا نمي ما هان عليه ذلك ولا وافق على ضبطه خوفًا من نفور عسكره ومخالفتهم عليه، فإن ذلك هو قوتهم. ويقال في المثال السائر عند بني حسن "قطع الخشوم، ولا قطع الرسوم" خصوصًا وقد ألفوا ذلك وتوارثوه عن آبائهم وأجدادهم. ونسأل الله السلامة من فتنة ذلك، وإن كان ظاهره خيرا للمسلمين.

واستمر قجماس بمكة إلى آخر الجمعة وسافر فيها لجدة وصحبته الخواجا أبو البقاء السكري، فإنه كان وصل لمكة في شهر تاريخه من جدة بسبب خَصامة بعض الأروام له في إجارة بيت للخواجا ابن الزمن بالسويقة كان واضعًا (٣) يده عليه وباعه لابن الخواجا محمد سلطان. وتواصل مع الأروام للقاضي أبي السرور بن الضياء الحنفي في أول السنة، وألزم الخصم بإظهار مستنده فأحال على السكري


(١) ورد هذا العلم بالأصل "قشماش" ولا نعرف اسما بهذا الشكل استُعْمل في هذا العصر، ولعل صوابه "قجماس"، وهو اسم متداول آنذاك. انظر فهارس الأعلام لكتاب بدائع الزهور لابن إياس.
(٢) وهو الموظف الذي ذُكر في الورقة ١٢٣ أ، انظر أعلاه.
(٣) بالأصل: واضع.