وتوجّه له بجدة ولم يظهر مستندًا إلّا في شهر تاريخه بعد أن وضع الأروام يدهم على المنزل وحكم لهم الحنفي بذلك، فطعنوا في مستنده وتوقف الحنفي في الحكم عليهم وأشاع أنه متوجّه للقاهرة مع قجماس والنجابة، والله أعلم بحقيقة الحال.
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر الشهر سافرت قافلة المدينة الشريفة وفيها خلق من الأعيان وغيرهم منهم أبو الغيث ابن صاحب مكة السيد محمد بن بركات الحسني، عم صاحبها الآن السيد أبي نمي، بأولاده ورفيقه أبو البقاء بن ظهيرة القرشي وولداه الكبيران القاضي عبد الوهاب والقاضي عمر والقاضي سعد الدين ابن القاضي خير الدين بن ظهيرة وزوجته سعادة ابنة القاضي أبي المكارم الرافعي وابن عمه فتح الدين أبو الفتح ابن الشيخ عمر بن ظهيرة وأولاده وأمه، والشيخ (١) فخر الدين أبو بكر ابن شيخ السدنة جمال الدين بن عمر الشيبي بعياله وأولاده وعمته السيدة صفية والشيخ أبو بكر بن الكرماني الشهير بابن رابعة ومعه جماعة من الفقراء وغيرهم. تقبّل الله ذلك منهم.
وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه تحرك للزيارة جماعة آخرون فاكتروا في يومهم لرخص الكراء كل جمل بعشرة أشرفية ذهابًا وإيابًا. وتوجّهوا بالسلامة؛ منهم الإمام أبو الخير الطبري والسيد زين العابدين المالكي وشيخ الفراشين الشهابي أحمد بن بيسق بعياله وعيال أخيه وجماعة في نحو أربعين جملًا. كتب الله سلامتهم. وفي يوم الأربعاء ثاني عشري الشهر مات ولد طفل لقاضي القضاة الحنفي أبي السرور ابن قاضي القضاة النور علي بن أبي الليث بن الضياء القرشي من موطوءة حبشية له ظهر في عام تاريخه لغيْظ أمّه من مناكدة أبيه وبضربها عليها وهجرها.