للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني تاريخه كُوّنَ (١) الشاب عبد المعطي الوكيل ابن الجمالي محمد ابن الفقيه العلامة زين الدين عبد المعطي بن حسان اليمني الأصل المكي، لدخوله على امرأة مولدة لبيت ابن جوشن جارة له في غيبة زوجها ليلًا وكان يتهمه فجاء زوجها واسمه محمد بن إبراهيم الخضري فوجده عندها - ويقال نائمًا على سريرها - فضربه بجنبية نفسه عدة ضربات حتى عطله فهربت الزوجة. وتوجّه الزوج إلى الوزير كمال الدين أبي الفضل بن أبي علي وأخبره بقصته فتدرك له سلامته (٢) ومراجعة الشريف في أمره فظهر بين أظهر الناس واستمرت الزوجة عند قبة السيد بركات والد السيد أبي نمي صاحب مكة أيامًا ثم رجعت إلى منزلها واستمر المكوّن مريضًا مرضًا مؤلما وازداد به ذلك عند غسل الجراحة لطلبه الغسل (٣) وخوفه من الموت حتفًا. واعترف بالزنا وهو غير محصن، وكان ملازمًا للأذكار والإنشاد في الزوايا كعادة الشباب في العمل بذلك للوصول لغرضهم من الاجتماع بالنساء والمخلّعة. فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويسترهم ويختم بخير.

وتوجّه والده مع القافلة لزيارة النبي لوله فصار الولد متعللًا حتى قدم والده ومات في تاسع عشر شعبان كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

وفي عصر يوم الثلاثاء ثامن عشري الشهر وصل لمكة من فريق صاحبها السيد أبي نمي الحسيني قريبه السيد عرار بن عجل النموي ورفقته درويش محمود العجمي الواصل صحبته المراسيم الخنكارية في الكشف على الأوقاف وغيرها وهو راكب بغلة ولابس كبرًا وديسًا (٤) دقيقًا حكميًا، أولهما من ملبوس الشريف أبي نمي


(١) كذا وردت الكلمة بالأصل، وتكررت في هذه الرواية. وهي حسبما يظهر تدل على معنى "ضُرب بالسلاح وطُعن".
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٤) كذا وردت الجملة بالأصل غير واضحة المعنى.