للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحلبي على عمارة لها في أيام ولايته لقضاء مكة وهو الخواجا جمال الدين الصيرفي الدمشقي. وتوجّه به لقاضي (١) القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة وطالبه بأجرتها وتجاهى عليه بالأروام وأخذ مبلغًا نحو مائة دينار وعاوده مرة أخرى ورفع يده عن الوقف بغير مستند شرعي بالجاه، وطلب منه كتابة إشهاد بما قبضه منه فلم يكتب له وقال: قبضتُ منك بالمرسوم الخنكاري، فلله الأمر.

وفي ثاني الشهر أشيع بمكة أن المراكب الهندية الواصلة منها لمكة خرج عليهم الفرنج المخذولون (٢) عند باب المندب وضاربوهم ظلام الليل وهربت طليعة مركب يوسف التركي ولم يُعلم خبرهم. فحصل بمكة وجدة رجفة وطلع سعر الحب والقوت والقماش وتشوّش لذلك جميع الناس. ثم فرّج الله عنهم في أثناء الجمعة بحصول .... (٣) توالاها أيامًا حتى دخل لبندر جدة مركب يوسف التركي وطليعته ومركب ثالث للفايشي. وحققوا كذب ظهور الفرنج المخذولين لهم. فابتهج الناس بذلك ورخصت الأسعار ولله الحمد.

وفي صبح يوم الجمعة تاسع الشهر عمل الوزير كمال الدين أبو الفضل بن أبي علي سماطًا حافلًا لزواج ابنته على ابن عمها السراجي عمر ابن الشيخ جمال الدين محمد بن أبي علي. حضره الأعيان من القضاة والسيد علاء الدين ملك التجار والسيد عرار بن عجل والفقهاء والتجار وغيرهم. فكان فيه أطعمة كثيرة مفتخرة من الحلويات وغيرها من الدجاج والكباش والرغيف الأسيوطي والمأمونيتان الحموي والسكب وهريسة الفستق والمشورات والزايرباج وغيرها (٤) وقسم منها على بعض الأعيان.


(١) كلمة تكررت بالأصل.
(٢) بالأصل: المخذولين.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٤) بالأصل: غيرهم.