وعمل الزوج في ليلة السبت ثانيه وهنأ الناس الزوج ووالده وعمه. وكان زواجًا بهجًا، جعله الله مباركًا.
وفي ليلة السبت عاشر الشهر وصل لمكة القاضي الجليل أبو البقاء محمد ابن القاضي عفيف الدين بن ظهيرة القرشي المكي وصُحبته ولداه النجيبان الرئيسان التاجي عبد الوهاب والسراجي عمر من الزيارة النبوية متقدمين عن القافلة رفقة السيد الشريف أبي الغيث ابن صاحب مكة السيد محمد بن بركات الحسني وعم صاحبها السيد أبي نمي، وتوجّهوا معهم لوادي الدكناء لضيافته بها.
وفي صباحها هنأهم الناس وعمل لهم عيالهم سماطًا لطيفًا حضره الأعيان والقضاة الثلاثة ما عدا قريبهم الشافعي لمهاجرة كل منهما للآخر. وكان توجّه هو للزيارة في أول السنة ولم يهنؤوه عند قدومه فعاملهم كفعلهم. وجميع ذلك غير مرضي لقطع الرحم.
وفي يوم الأربعاء رابع عشر الشهر وصل لمكة جميع القافلة من الزيارة النبوية وتوجّه الناس لتهنئة القادمين فيها.
وفي يوم الخميس نصف الشهر تحرك العواني درويش محمود بالنداء مرة ثانية في الشوارع والأسواق بمكة بحضور مشائخ الأربطة وكتابة سكانها في قوائم له وحضورهم بها عند قاضي القضاة الشافعي. ويقال فعل ذلك بمراجعة صاحب البلاد الشريف أبي نمي الحسني وأمر بعض الأتراك بملازمته وتأييد أمره. فلا حول ولا قوة إلا بالله. فحضر غالب المشائخ بعد صلاة العصر فصلى قاضي القضاة الشافعي بزيادة دار الندوة وكان حاضرًا فدفعوا له قوائم بأسماء المستحقين وأخذها، وتكلم أهلها معه وجاهروه بالدعاء على من يظلمهم، فقال: ليس قصدي ظلم أحد، وقام من المجلس ولم يُبْد أمرًا، ولله الحمد على ما تفضل.
وفي يوم الإثنين تاسع عشر الشهر مات عبد المعطي بن الجمالي محمد بن