للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسان المكوّن في ثالث عشري شعبان (١) بعد مرضه ستة وعشرين يومًا، فجهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة واختفى خصمه. وتوجّه والده لفريق صاحب مكة السيد أبي نمي وشكا قصة ولده ورمى عمامته وأعطاه ورقة من قاضي القضاة الشافعي بالوصية عليه. فقدر الله تعالى أنه كان وصل للشريف وقت اجتماعه به شاووشان من الأروام جاءا بخبر نصرة السلطان سليمان خان ابن عثمان على الفرنج المخذولين من أهل الأنقرس. فتشوش الشريف من فعله وتكلم عليه وفتح سيرة ولده.

ثم إنه أمر بخروج أهل المسفلة الذين القاتل منهم من مكة إن لم يحضروا بالقاتل وقد هرب فالتمّ مشائخ أهل المسفلة فتوجّهوا للشريف فلم يجبهم وتهددهم بالقتل فتوجّهوا لوادي صروعه للدخالة على مشائخها، فدخلوا معهم لمكة ودخلوا لقاضي القضاة الشافعي ووالد المقتول لإعطاء الدية وما يهتمون في حضور القاتل فمال والده (٢) لذلك طمعًا في المال ورضى به. فراسل قاضي القضاة الشافعي السيد الشريف أبا نمي بذلك فسكتت القضية.

وأشيع أن القاتل مات عطشًا وجوعًا في طريق الحجاز. والله أعلم بذلك.

وفي ضحى يوم الخميس ثاني عشري الشهر وصل الشاووشان الأروام لمكة ونزلوا بالمدرسة العينية وتوجّه أرباب الوظائف للسلام عليهما. ثم نودي بزينة أسواق مكة سبعة، فشرعوا في ذلك يوم تاريخه واستمرت سبعة أيام بلياليها وفرح الناس بذلك ولله الحمد.

وفي تاسع عشري الشهر حصل بمكة غيم مطبق ومطر كثير منع قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام من طلوع أبي قبيس لرؤية هلال رمضان على العادة.


(١) كذا بالأصل، والصواب "٢٣ رجب"، وهذا خطأ من الناسخ، وقد وردت أخبار هذه الحادثة في الورقة ١٢٤ أ، انظر أعلاه.
(٢) وردت الجملة بالأصل كما يلي "ويهتمون في حضور القاتل فما والده"، والإصلاح مقترح.