للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي العشر الأول من شهر تاريخه وصل الخبر لمكة بأن صاحب عدن من بلاد اليمن صالح الفرنج المخذولين على إقامة ثلاثين نفسًا منهم في بلده لأجل البيع والشراء لهم وأنهم يُطلقون الأسرى الذين معهم ولا يتعرضون لمن يسافر من عدن بالمراكب الهندية. فأنكر المسلمون ذلك وتشوشوا من فعله، فالأمر لله.

وفي يوم السبت سادس عشر الشهر وصل لمكة الشيخ مسلّم البدوي من مصر ومعه مراسيم من نائبها ملك الأمراء سليمان باشا الخصي الرومي لصاحب مكة السيد أبي نمي الحسني وصحبته عدة أوراق للناس. وفيها أن الأمير جانم الحمزاوي نوى التوجّه للروم من البر لتهنئة الخنكار بنصرته على الفرنج المخذولين وأن الخواجا أبا البقاء السكري واجه القاصد في البويب (١) قريب مصر ومعه قجماس (٢) مملوك الحمزاوي، ولم يظهر خبر المراسيم.

وأشيع بمكة أن جماعة من بني إبراهيم أهل ينبع خرجوا من مصر هاربين لبلدهم ووصلوها فصار الناس في هرج ومرج بسببهم. فالله تعالى يخذلهم.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري الشهر أشيع بمكة أن قاصدًا ثانيًا وصل لجدة من مصر أرسله (٣) الخواجا أبو البقاء السكري بولاية صهره قاضي القضاة التاجي عبد الوهاب بن يعقوب المالكي وأنه توجّه لفريق صاحب مكة الشريف أبي نمي.

ثم في ليلة السبت ثاني تاريخه وصل القاصد وهو .... (٤) البدوي ومعه مراسيم من نائب مصر بولاية القاضي تاج الدين المالكي لقضاء المالكية بمكة ونصف الإمامة بالمسجد الحرام على ما أنعمت به الحضرة الخنكارية السليمانية من الروم. وصحبته


(١) البويب: قال عنه ياقوت: هو مدخل أهل الحجاز إلى مصر. معجم البلدان ١: ٥١٢.
(٢) ورد بالأصل "قحماش" انظر صفحة ٥٠٩ الهامش رقم ١.
(٣) كلمة تكررت بالأصل.
(٤) بياض بمقدار كلمة بالأصل.