للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدة أوراق من صهره وغيره والإخبار فيها بوصول قاصد السكري من الروم قبل دخول السكري لمصر بيوم واحد، وعُدّ ذلك من الاتفاقية الغريبة، وسر صاحب الوظيفة بذلك وكذا أصحابه واهتم لذلك خصمه قاضي القضاة الشرفي الأنصاري وتوجّه الناس للسلام عليه وعلى المعزول كما جرت به عادة البلد. وتحقق من القاصد وصول بني إبراهيم لينبع وخيبر في جمع كبير، يقال معهم نحو ثمانين فرسًا وثلاثمائة راجل على نية الصلح مع صاحب (١) والإقامة ببلدهم ينبع. فتشوش أهل مكة وصاحبها من هذا الخبر لكونهم مفسدين، خذلهم الله.

وأمر السيد أبو نمي صاحب مكة بجمع خيل من الحجاز لموت بعض خيله أول السنة على نية يرسلها مع عسكر صحبة الشريف عرار بن عجل الحسني واستخدم جماعة من الأروام بالنفط نحو العشرين ومن الترك مثلهم وخلق من جماعته بني حسن. فقدم الشريف عرار بمكة وأقام بها أيامًا وعاد للفريق ليعتد به وتوجّه لينبع بعد الفطر.

وفي عصر يوم الأربعاء سابع عشري الشهر ختمتُ صحيح البخاري خلف مقام الحنفية - على العادة - وحضره جماعة من الأعيان كناظر الصدقة الهندية إقليم خان البكري وسمعه من حضر وأجزتُ لهم. وعملت بخورًا وطيبًا ودعوتُ لسلطان الروم والهند والخواجا عبد الله.

وفي يوم تاريخه ختم عليّ الولد تقي الدين محمد بن فهد مسند الإمام الشافعي وأجزتُ له روايته.

وفي عصر يوم الجمعة تاسع عشري الشهر طلع قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام إلى علو جبل أبي قبيس لرؤية هلال العيد ولم يره مع الصحو. وصام الناس تامًّا جميع الشهر، ولله الحمد.


(١) كلمة سقطت من الأصل، ولعلها "البلد".