للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصحوبين بالسلامة. وأمرهم الشريف بمقاتلتهم في سابع عشر تاريخه إن أمكنهم ذلك وإلا يؤخرون إلى بعد سفر الحج من مكة. فالله تعالى يقدر لهم وللمسلمين خيرًا ويكفيهم شر المؤذين.

وفي أول جمعة تاريخه تمت (١) تفرقة حب الصدقة الخنكارية، على أهل مكة العلية، وكانت مدة فعلهم لذلك نحو عشرين يومًا بمباشرة القضاة الأربعة. فأخذ كل واحد ثلاثة أرادب وللمعزول إردبين والشافعي ضعفهم لوظيفة القضاء ومتولي نظر المسجد الحرام، ولكل واحد من الفقهاء بحسب عياله لكل نفر ربع إلى نصف كيلة، ولكل من العامة كيلتين ونصف، ومجموع الأنفار أربعة وعشرون (٢) ألفًا.

وفي ليلة الإثنين ثالث عشر الشهر مات الشيخ المعمر الأصيل نور الدين علي بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المرشدي المكي الحنفي عن نحو ثمانين سنة وكان منقطعًا في منزله عدة سنين بوجع الحرقة. وكان ولده الزيني عبد الأول توجّه إلى وادي أرض خالد للنزهة فطلب وأدرك والده قد قُبر بمدفنه، وأمر قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة بالصلاة عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعه خلق من الأعيان وغيرهم، ودفن بالمعلاة على والده بالشعب الأقصى جوار السيدة خديجة الكبرى زوج النبي ورضي عنها. وهو آخر الأكابر بمكة الآن، رحمه الله تعالى وإيانا.

وفي ليلة الأربعاء سابع عشر الشهر توجّه جماعة لوادي الجعرانة. وهو المكان الذي اعتمر منه النبي لما رجع من الطائف بعد فتح مكة وقسم بها غنائم حنين.

وقال الفاكهي (٣) إنها على بريد من مكة، وقال الفاسي: هذا مخالف للباجي فإنه


(١) بالأصل: تم.
(٢) بالأصل: عشرين.
(٣) من هنا بدأ النقل بتصرف عن الفاسي من كتابه شفاء الغرام الجزء الأول من صفحة ٤٦٧ إلى ٤٧٠، مع انتقاء للنصوص.