وفي ليلة الخميس خامس عشري الشهر مات الشيخ المعمر الصوفي عفيف الدين عبد الله بن أحمد بن عبد الله الحفاشي اليمني الشافعي نزيل مكة المشرفة بعد توعكه أشهرًا، فجهّز في ليلته وصُلّي عليه صبح تاريخه عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الفقراء وغيرهم في مشهد حافل، ودفن بتربة الشيخ الجنيد المشرع عند الشيخ علي الشولي بسفح الجبل بالمعلاة.
وخلف زوجة وأولاد أخويه ولم يعقب وترك كتبًا كثيرة وكان حريصًا على تحصيلها ضنينًا بعاريتها مع كثرة فوائده وتودده. وأثنى الناس عليه خيرًا، رحمه الله تعالى وإيانا ونفع به.
وفي ضحى تاريخه ماتت الطفلة سيدة الجميع ابنة قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة القرشي وصلّي عليها عند الحجر الأسود كعادة سلفه وشيّعها خلق من الأعيان، ودفنت بالمعلاة بتربة أهلها بالحجون وعمرها سبعة أشهر، عوض الله والديها فيها خيرًا وأخلفهما ذكرًا صالحًا.
وفي صبح تاريخه شُمرت ثياب الكعبة ويقال إحرامها على العادة. ووصلت راحلة لصاحب مكة السيد الشريف أبي نمي من ينبع أخبر صاحبها بوصول الحاج سالمين إليها في تاسع عشر الشهر. وأن جماعة بني إبراهيم العاصين طلبوا الصلح مع الشريف عرار أمير عسكر صاحب مكة ويعطونه الفرس والدرع والرهائن على عادتهم القديمة. ويقال إن الشريف أبا نمي توقف في ذلك ونيته التوجّه إليهم بنفسه بعد الحج وأمر عسكره بالإقامة بينبع. فالله يقدر له وللمسلمين خيرًا.
وفي عشاء ليلة الجمعة ثاني تاريخه وصل لمكة متقدما عن الحاج من ينبع عم أميرهم الشيخ شرف الدين بن يحيى الحمزاوي أخو مدبّر المملكة الأمير جانم كعادته في التقدمة للتملي بالعبادة في الخلو وإدراك صلاة الجمعة وصحبته جماعة، وأخبروا بسلامة الحجاج وكثرتهم وأن الحاج الشامي توجّه على دربه المعتاد، فالله يكتب