للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمزاوي في الروم بباب الخنكار، وقال لهم: إن قُتل يضيع المال الذي تحته (١) وفاوض نائب مصر في ذلك فتركه لهذا المعنى. فحضر الشاووش ضبط المخلف ثلاثة أيام وأخذ ترسيمه، وكذا الأول، واختلفا في التمييز فقال لهم النائب المرسم عليه: يسَق الأروام أن الترسيم لمن حضر أولًا وقصد حرمان الثاني، فلم يسمع له وأغلظ في الكلام عليه فاشترك هو والأول وأخذ جماعة الشريف ترسيمهم، ويقال إنه أعطي الشريف أبا (٢) نمي صاحب مكة أربعة آلاف أشرفي وللشريف عرار ألف وخمسمائة ولباقي الجماعة خمسمائة. فخففوا عنه من التضييق عليه بل أطلق من الحديد يوم العيد وصلى الصلاة بالمسجد الحرام وكذا مباشروه (٣).

وفي ليلة الإثنين المذكور طلع قاضي القضاة الشافعي وناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة علو جبل أبي قبيس لرؤية الهلال على عادته ومعه جماعة من الفقهاء والعدول فلم يروه، وتوجّهوا معه لمنزله ومَدَّ لهم سماطا حسنا فأفطروا.

وتنازع الخطيبان الوجيهي عبد الرحمن النويري والمحيوي العراقي في مباشرة خطبة العيد لأنها موالية لجمعة أولهما - وهو يستحقها على القاعدة القديمة - وأن كل ما حدث بعدها يكون لمباشرها فاتفقا عند قاضي القضاة الشافعي على أنها تكون له مع خطبة يوم عرفة وتكون خطبة السابع للمحيوي العراقي في سنة تاريخه وفي السنة الآتية للثاني ما للأول. ولام العراقي قاضي القضاة الشافعي في كتابة إشهاد بذلك ودسّ فيه دسيسة ثم تفطن بها المحب عبد الرحمن، كما يأتي ذكرها مبينًا بعد خطبة عرفة، والله أعلم بحقيقة حالهما ومن يبلغ ذلك منهما.


(١) بالأصل: تحت.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) بالأصل: مباشريه.