والي جلبي فوُجد من مال الخنكار أربعة وثلاثون ألف أشر في فضة وأربعة آلاف عند الشريف أبي نمي، وصرف في العمارة بمكة وجدة وغير ذلك نحو ستين ألف أشرفي. ووجد من مال والي جلبي اثنان وعشرون ألف دينار فضة غير العروض من القماش وغيره. وتعجب الناس من قلة ذلك فإنه يتهم بأكثر من مائة ألف، والله أعلم بحقيقة حاله.
وفي يوم الإثنين تاسع عشريْ الشهر فرّق الشيخ العلامة المحقق تاج العارفين أبو الحسن محمد ابن الشيخ جلال الدين محمد البكري القاهري الشافعي حلوى كثيرة في معاشر من السكرية والمسك على قاضي القضاة وأعيان الفقهاء ومعارفه ودعاهم للصلاة خلف ولده المراهق محمد وحضور ختمه في مقام المالكية في الليلة الآنفة، وكان سنه ثمان سنين، فإن مولده في ليلة الجمعة عاشر ذي الحجة عام ثلاثين وتسعمائة. فحضر ذلك خلق من الأعيان وغيرهم وأوقدت الشموع والمفرعات في المقام. فصلى صلاة حسنة وخطب عقبها على منبر الوعاظ خطبة مطولة أداها تأدية لطيفة استكثر ذلك عليه لصغر سنه، لكن الولد سرّ أبيه. فالله تعالى يبارك فيه وينفع به كما نفع بأبيه. والذي فعل من تقسمة الحلوى لم يفعله إلا صاحب مكة السيد محمد بن بركات لولده هيزع والمقر الزيني بن مزهر لولده البدري محمد وقاضي المالكية النوري ابن أبي اليمن لولده.
وفي يوم الإثنين المذكور وصل شاووش ثان من مصر في البحر وكان خرج من جهة الصعيد وتعوّق في الطريق ومعه مراسيم مقدمٌ تاريخها على مراسيم الشاووش الأول، وهي في الحقيقة ثانية (١) مضمونها القبض على نائب جدة والي جلبي وقتله وضبط ماله فوجد تقدمَهُ الشاووش الذي خرج بعده بإبقائه ووضعه في الحديد وضبط ماله ومال الخنكار وإرساله بحرًا. ويقال إن ذلك بمراجعة الأمير جانم