مات قبله بوصية منه، وكان وعكه نحو جمعة، وذكر الجماعة من أصحابه أن قصده التوجّه لزيارة والديه وفهم الناس منه العودة لبلده وما كان إلا وفاته، رحمه الله تعالى ونفع به.
وفي ليلة الخميس سادس عشري الشهر مات قاضي القضاة الورع الزاهد رضي الدين أبو حامد ابن الشيخ زين الدين عطية بن عبد الحي بن ظهيرة القرشي الحنبلي بعد توعكه نحو شهرين بالحمى والسعال كوجع أخيه الشيخ ظهيرة المتوفى أول سنة تاريخه. فجهّز في ليلته وصُلّي عليه صبح تاريخه عند باب الكعبة ولم يوضع له فوانيس عند جنازته لوصيته بذلك مع ترك النداء له على زمزم والصلاة عند الحجر الأسود كعادة بني ظهيرة. وشيّعه خلق إلى المعلاة ودفن على أخيه الشيخ شهاب الدين أحمد بتربة الشيخ الجنيد بن موسى المشرع، وحزن الناس عليه كثيرًا لزهده وضعفه وفضله.
وخلّف ولدًا صغيرًا من مستولدة قريبه قاضي جدة المرحوم الجمالي محمد بن ظهيرة وأختين وشقيقه الشيخ أبا عبد الله محمد المالكي وهو وصيّه وعليه دين يقال نحو سبعمائة دينار تكفل بها أخوه (١) عند وفاته، رحمه الله تعالى. ولم يخلف بمكة مثله في مذهبه واستُدل بذلك على بركته بالوحدة في ليلة الجمعة وليلة القدر على قاعدة مذهبه وحصلت له فضيلة بذلك، رحمه الله تعالى وإيانا.
وفي ليلة السبت ثالث تاريخه وصل لمكة نائب جدة والي جلبي الرومي وهو في الحديد وسكن في منزله والترسيم عليه من جماعة الشريف والشاووش الذي وصل لأجله.
وفي صباح تاريخه حضر القضاة الثلاثة خلا الحنبلي والسيد عرار بن عجل والحاكم وجماعة صاحب مكة والشاووش الرومي لضبط أموال الخنكار ونائب جدة
(١) هذه الجملة بالأصل: .... الجمالي محمد بن ظهيرة وأختان .... أبو عبد الله .... تكفل بها أخاه.