للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناظر وشيخ الدلالين المفصول محمد بن الخبازة والترجمان .... (١) الرومي ومقدم البحر. ووُضع الجميع في الحديد وتسلمهم جماعة الشريف وخُتم على منزليه بجدة ومكة.

فأظهر الناس الشماتة بنائب جدة لتجبّره وظلمه وإظهار العظمة والجبروت لأنه كان توعك في أول شهر شعبان فلاطفه الحكيم محمود العجمي حتى فُصد، فلما دخل الحمام دق الطبول والدفوف وخلق الناس بالزعفران وقسم مالًا على ذلك وألبس حكيمه خلعة وأظهر السرور بعافيته خوفًا من الشماتة به من أهل مكة وغيرهم. والقدرة تقول إن الله يذله بأعظم من ذلك فسبحان المعزّ المذل الفعال لما يشاء ويريد، لا إله إلا هو الحي القيوم الدائم الباقي.

وفي عصر يوم الأربعاء ثامن الشهر مات الأصيل كمال الدين محمد ابن الشيخ برهان الدين بن أبي بكر المرشدي وعمره ستّ عشرة سنة، فجهّز في ليلته وصلّي عليه صبح ثاني تاريخه وشيّعه جماعة ودفن في الشعب الأقصى بالمعلاة عند جده لأبيه بالقرب من السيدة خديجة الكبرى زوج النبي . وحزن عليه والداه (٢) وأظهر والده الصبر والاحتساب، عوضه الله خيرًا.

وفي ليلة الثلاثاء رابع عشريْ الشهر مات الشيخ الصالح المعتقد عفيف الدين عبد الله بن موسى اليمني شيخ الخلف والخليف (٣) المجاور بمكة في سنة تاريخه والتي قبلها بعد زيارته للنبي في السنتين المذكورتين، وملازمته قراءة الإحياء للغزالي على الشيخ محمد بن عبد الرحمن الحطاب المالكي، نفع الله بهما. فجهّز صبح يومه وصلّي عليه في الضحى وشيّعه خلق من الناس ودفن عند درب المعلاة عند فقير له


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: والديه.
(٣) كذا بالأصل. ولعلهما قبيلتان، أو موضعان.