للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاجتمع معه القضاة الثلاثة وأعطى كلًا (١) منهم مرسومًا من نائب مصر وورقة من الأمير جانم الحمزاوي مضمونها الكشف عن أحوال والي جلبي بعد النداء عليه بمكة وجدة ومكاتبتهم بذلك للأبواب الشريفة وتحذير كل أحد من الانتصار له أو التهاود في أمره. فأجابوا بالطاعة ثم توجه الشريف لفريقه في آخر يوم تاريخه بجدة ونائبها محمد جلبي في يوم السبت ثالثه.

ثم في يوم الأحد عشري الشهر تبعه القضاة الثلاثة للنزول لجدة فأقاموا بها جمعة للتفتيش [على] (٢) والي جلبي وأحضر في الفرضة السلطانية بحضرة القضاة وأركان الدولة وهو في الحديد بعد إجهار النداء عليه لمن كان له عليه مظلمة فليأت إلى الفرضة. فجاء جماعة من التجار وغيرهم لطلب حقوقهم من الأمتعة والنقد فصادق بعضهم وأنكر بعضهم ودفع لبعضهم حقه في المجلس يقال أكثر من ألف دينار. فصالح البعض في حقه وردّ على البعض حقه، واستمر التفتيش ثلاثة أيام وحصل له غاية الذل والإهانة وظهرت (٣) منه الخيانة بحيث اطلع على دفتره وفيه الخصم للخنكار بمبلغ زائد عما فيه. واعترف بافتياته في التصرف على صرّ الرومية من غير أمر خنكاري بل أكل حق بعض من قرّره ولم يدفعه له، وشهد عليه في بعضها مباشرُه بحضرته ومع ذلك هو يظهر التجلد ويكثر الكلام، بحيث نازع قاضي جدة بديع الزمان بن الضياء عند .... (٤) لما دفعه لأخيه قاضي مكة أبي السرور من معلوم التدريس وغيره. وتفاحش الأمر في ذلك بين الأخوين ولهذا سافر القاضي أبو السرور لمكة صحبة القاضي الشافعي ولم يحضر ختان ولد أخيه. وكان شرع في ذلك في جمعة تاريخه وأرسل لمكة طلب إخوانه وأقاربه وجلس عنده قاضي المالكية


(١) بالأصل: كل.
(٢) إضافة تقتضيها الجملة.
(٣) بالأصل: ظهر.
(٤) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.