للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التاجي عبد الوهاب وسافر الشافعي والحنفي من جدة في يوم الأحد سابع عشريْ الشهر، وذهب الناس للسلام عليهما بمكة.

وفي ضحى يوم الأربعاء وصلت (١) لمكة القائدة شافة ابنة عبد الله بن شكر الحسنية زوجة الخواجا عبد القادر القاري أم ابنته ستيتة وهي ميتة من وادي الدكناء من نصف الليل. فجهّزت في يوم تاريخه وصلّي عليها عصر يومها وشيّعها جماعة إلى المعلاة ودُفنت في تربة بني السنيكي أجدادها لأمها قبالة تربة الشيخ عمر العرابي. وحزن عليها زوجها وعمل لها ربعة بالمعلاة وختمًا وسبحة بالفقراء وخلفت بنْتها قندولة زوجة ابن زوجها وستيتة زوجة قاضي المالكية الذي توجّه وزوّجها. وأشهدت له بما أشهد به لها في وجعه قبلها من سنين عديدة، فسبحان المحيي المميت. ثم ذُكِر لي أنها أوقفت جميع ما اشترته عنده من الأصائل والأملاك بمكة والأودية على أولادها وباعته الباقي (٢) بستمائة أشرفي، ووصّت بجهازها بمائة واحدة وذلك احترازًا من عصَبتها بني عمها، فإن زوجها وابنتيْها لا يستغرقان ميراثها. وطالب الزوجَ العصبةُ طمعًا فيه مع علمهم أنّ جميع ما حصّلته منه أوقفته.

وفي ليلة السبت سادس عشريْ الشهر مات الخواجا الأصيل المعمّر شرف الدين يحيى بن علي بن أحمد بن حسن الرحبي ويعرف بالمغربي نسبة لجده الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى المالكي وعمره ثلاثة وسبعين سنة. فجهّز في ليلته وصلّي عليه في صباحها وشيّعه جماعة إلى المعلاة ودفن بتربة جده بين قبره وقبر أخيه. وخلّف ابنته ملّكها جميع مخلفه وأثبتَ ذلك في حياته وهي بكر، وعمرها نحو أربعين سنة فقامت بواجبه، جبرها الله تعالى ورحمه وإيانا وجميع المسلمين.

وفي ليلة الأربعاء تاسع عشري الشهر طلع قاضي القضاة الشافعي بالفقهاء


(١) بالأصل: وصل.
(٢) بالأصل: باقي.