للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيمة وزفة هائلة بشموع كثيرة ومفرعات عديدة ودعي فيها جماعة من الأعيان فحضرها وكانت زفة الحناء في ليلة السبت رابع الشهر من فرضة الشريف صاحب مكة جهة الساحل مرّ بها على مسجد الأبنوس وبيوت قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة إلى المكان المشهور بالنداء في جهة اليمن بالقرب من منزل والده. وعمل هناك حراقة نفط عظيمة وجعل بعده مولدا حضره نائب جدة الجديد (١) محمد جلبي والسيد عرار بن عجل الحسني ونواب جدة وتجارها وأكابرها على دكاك وسط الفازة وبعد الفراغ من المولد قام جماعة من جهة القاضي معهم صيرفي وشمعة وداروا على الجماعة الحاضرين فأخذوا منهم لصقا. فأعطى نائب جدة ذهب سليمي سبعة - عنها أشرفية عشرين - والسيد عرار والشهابي الطهاري والخواجا أبو البقاء السكري نحو العشرين، وجماعة سبعة وجماعة دونهم حتى استوفي جميع من حضر المجلس ومن غاب كتبه شيخ الدلالين في قائمة فطالبه. ويقال إنه اجتمع له نحو ألفيْ أشرفي فضة، وكان مصروفه على المهمّ نحو نصفها. وختن الولد في صباحها وعمل سماطًا هائلًا شكر الناس منه. فالله تعالى يعطيه خير ذلك ويجعله مباركًا عليه.

وفي هذا الشهر غرق جماعة في عدة جلاب في مرسى أم المسك قرب جدة فيها جماعة من التجار منهم: بعض أولاد الخواجا قاسم بن الجمال الحلبي وغيره، وبجلبة لأمير الصعيد لابن عمر جاءت من القصير وكورت (٢) الباحة فيها الخواجا مصطفى مِشَدّ العين والعمائر بمكة المشرفة وخلق، وكثُر القال فيها وفي ركَبَتِها: الغرق أو السلامة، والله أعلم بما أراده.

وفيها جاء جماعة من الشحر وأخبروا أن الفرنج المخذولين دخلوها وأخذوا


(١) بالأصل: والمربد، والإصلاح مقترح.
(٢) كذا بالأصل.