المراكب التي فيها وهي مشحونة مع خلوها من ركابها في البندر. وتشوش الناس لهذا الخبر. فالله تعالى يخذلهم وينصر المسلمين عليهم.
وفي نصف شهر تاريخه وصل لمكة المشرفة جماعة من قوافل المدينة الشريفة فيها خلق من أهلها وغيرهم منهم قاضيها الشمسي المالكي محمد ابن القاضي محب الدين السخاوي بعياله، ويقال إنه مفصول بخصمه أحمد المغربي. وأخبر الواصلون برخائها وأمنها، ولله الحمد.
وأشيع معهم أن القاضي الحنفي المفصول أبا النور ابن ..... (١) الخُجُنْدي وهو في بلاد الروم من السنة التي قبل تاريخها أرسل بورقة لأخيه يحيى مضمونها أنه سعى في قضاء المدينة فعارضه خصمه خضر الرومي. فعرضوا عليه قضاء مكة عوضها وهي أزمك منها، فبلغ ذلك المتولي القاضي أبا السرور بن الضياء الحنفي فصار يباشر الحكم قليلًا. وأن السيد عبد الرحمن السمهودي وُلي نصف الخطابة والإمامة في المدينة عوض القاضي أبي الفتح المدني.
وفي جمعة تاريخه وقع بين أهل منى محاربة لأخذ ثأر تقدم فجرح فيه جماعة من الطرفين، ومات بينهم رجل من بني ريشة صهر لبعضهم طلب أن يفرع بينهم فقُتِل غلطًا بين الفريقين. وطلب الحاكم بمكة تقدير جراحاتهم ليأخذ راتبه فيها، فدخل بعضهم على السيد حميضة بن محمد بن بركات الحسني وبعض أولاده للتوقف بينهم لسنة كاملة، فأجار عليهم فيها فمسك كل من الفريقين نفسه، والله يقدر خيرًا.
وفي صبح يوم السبت سابع عشر الشهر وصل لمكة صاحبها السيد الشريف أبو نمي محمد بن بركات الحسني ومعه عسكره وجماعته. فتوجّه الأعيان للسلام عليه فبلغه تولية قاضي المدينة لقضاء مكة فقال: لا نمكّنه من ذلك خوفًا من