للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التفات الغرباء في الولايات بها، فجزاه الله خيرًا إن تمّ هذا.

واتفقت (١) وفاة قاضي القضاة الحنبلي في شهر رمضان سنة تاريخه تحدث جماعة بالسعي في وظيفته لقاضي الحنابلة بالمدينة - كان - الشمسي محمد ابن القاضي أبي الفتح الريس. وهو مجاور بمكة في سنته بعياله.

وتحركت الأسعار في جميع الأقوات خصوصًا الحب بعد رخائه وكثرة وصوله من بجيلة واليمن وذلك لقلة وجود الحب المصرية وعدم وصوله من مصر، بحيث بيعت الربعية اللقيمية بثلاث محلقة صغار ونصف وكذا الدخن والذرة، والمنّ السمن بخمسين كبيرًا، والرطل اللحم بمحلق ونصف صغير، والتمر رطلان ونصف بكبير، والراوية الماء بصغير، وذلك لكثرة الخلق وصب العين في بركة الشامي، فإنها عُمرت في شهر تاريخه وشرع في ملئها للحاج. فالله تعالى يُرَخِّص (٢) أسعار المسلمين.

وفي يوم الجمعة رابع عشري الشهر وصل لمكة قاصد صاحبها الشيخ مسلم البدوي وكان رافق الحاج المصري من القاهرة وأخبر بمرافقته من الأزلم وهو كبير وأسعاره رخية، وصحبته السيد علاء الدين ملك التجار وجعفر جلبي صهر الدفتردار الأعظم إسكندر جلبي وأمين الغلطة (٣) أمين الدين الروميان على نية الحج (٤) وأن أمير الحاج رومي ومعه زوجتان له. وأخبر أن ملك التجار قال: له مرسوم لقاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة بولاية قضاء جدة عوض القاضي بديع الزمان ابن الضياء. وأشيع ذلك عنه ولم يظهره المتولي لتثبّتِه وعقله.

وفي صبح يوم السبت ثاني تاريخه شُمّرت ثياب الكعبة - ويقال إحرامها - على العادة.


(١) بالأصل: واتفق.
(٢) سقط من الكلمة بالأصل حرفا الخاء والصاد.
(٣) أمين الغلطة، كذا بالأصل، وقد تكرر هذا الاستعمال في الفقرات الموالية.
(٤) بالأصل: نية الحاج.