للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أول الجمعة تتابع الصريخ من أودية مكة وأهل جدة فعمل لكل منهم عرضة صبح كل يوم وختم بأهل جدة وفيها الحاكم بها عند صاحب مكة والنقارة تدق ثم أهل مكة ومعهم حاكمها مرشد الحريري والوالي النوري علي المشهور بجنيدب والنقارة خلفهما. واجتمع لذلك خلق من أهل البلد وغيرهم.

وفي ليلة الأربعاء تاسع عشري الشهر وصل لمكة السيد عرار بن عجل الحسني وفارق الحاج من ينبع في حادي عشري الشهر وصحبته أوراق لجماعة منها ورقة لقاضي القضاة الشافعي من مكبر الحنفية الزيني سليمان من الشيخ أبي السعود المغربي، مضمونها بولاية قضاء جدة وأنه سمع ذلك من السيد ملك التجار وقال له: معه مرسومه من الروم وأرسل له نظيره بالعربي حتى .... (١) خليفة من البحر، وأن صحبة الحاج جعفر جلبي وعلي أمين الغلطة وشيخ الحرم النبوي السيد الرفاعي. وأن جميع الحجازيين الذين كانوا بالروم توجّهوا إلى الشام وهم واصلون صحبة حاجه. وأن الشيخ عبد المعطي الفوي حصل له اعتقاد في الروم وتقرر في مائة أشرفي ذهب، وللقاضي عبد الله ابن القاضي أبي البقاء بن ظهيرة ثلاثين أشرفيا وتقرّر في نظر البيمارستان المكي والشيخ عبد العزيز الزمزمي خمسة وعشرين. وأن الرومية (٢) ذهبًا مصرورًا في صرر على العادة القديمة. وغير ذلك مما سُرَّ الناس به.

وفي عصر تاريخه طلع قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة إلى علو جبل أبي قبيس لرؤية الهلال ورفقته جماعة من الفقهاء والعدول فلم يره أحد لانطباق الغيم إلّا شخصًا روميًا ادعى رؤيته، فلما طالبه الحاضرون برؤية مكانه قال لهم: حال عليه السحاب فلما وصل الجماعة للمسجد الحرام اجتمع خلق من العوام وادعوا رؤيته. فصلى القاضي تحية المسجد خلف منبر الخطيب ونادى بعض جماعته:


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) الرومية: يقصد بها المبّرة الرومية العثمانية.