للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى العامرة والعميرة فعند سماعهم نزل منها أصحابها شاردين منها، فطلع إليها الخواجا عبد الله العجمي الأقطع وأخذ منها ما أعجبه وبعض زواده وقطع حبالها وخلّاها راحت إلى البر فكسرها، ونهب أهل العميرة ما كان فيها، وهم متفقون مع الفرنج وكل يوم ينزلون إليهم ويعطونهم الأغنام وغيرها.

ويقال: إن جملة مراكب متوجّهة إلى جدة من جهتهم ونحن خائفون منهم، ومعهم القبطان الذي جاء في العام الماضي إلى الشحر ونهب بعض مراكب وأخذ مركب التركي المسافر من جدة للهند كما جاء الخبر به إلينا.

وفي أواخر جماد الأول وصل مركب صغير وفيه ثلاثة مغاربة وولد يوسف الخاتوني وذكروا أنهم سافروا من الديو وقد أحاط عليهم ثمانية وثلاثون (١) مركبًا للفرنج المخذولين غير الأغربة وأنه واصل بعدهم إليها مائة وخمسون (٢) مركبًا للمخذولين لأجل حصار الديو وأنهم أخذوا في هذه السنة من مراكب السفارة من المسلمين عشرين مركبًا لأهل اليمن وعدن والمهرة ومن مراكب جدة اثنين هما محترم خان الذي صار لمحمد علي وطليعة المريسي، أخذوهما بعد قتال وطردوا .... (٣) محمد مالو فحاربهم وغُلب وأرْميَ الغراب على البر ونزل الناس بأنفسهم خوفًا من المخذولين فبقي الموج يحملهم ويرميهم على الشعب ومات منهم خلق كثير يقال مائتي آدمي، وصار الأموات كالضحايا يرميهم ومنهم ولد الخواجا قادر الدين زوج ابنة الخواجا بركات الحلبي وولد الخواجا زين الدين العجمي الناظر بجدة كان وجملة أعجام وغيرهم. وشق ذلك على السلطان بهادر شاه.

وأما غراب سنجقدار الرومي فسلم ودخل إلى فتّن ونجل حمله (٤) ودخل الديو


(١) بالأصل: وثلاثين.
(٢) بالأصل: خمسين.
(٣) بياض بمقدار كلمة بالأصل ولعلها "قبودان" بقيت منها الألف والنون.
(٤) تنجيل السفن: إنزال البضائع والتجارات منها. انظر الهامش رقم ١ ص ١٣٤ من هذا النص.