للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نائبها بضبط مخلفه بمكة.

ثم في ظهر ثاني تاريخه وصل قاصد ثان بترك ضبطها وإعطائها لورثته وهم زوجته المقيمة بمكة وابنته التي بالقاهرة حصتهما وتسلّم لوكيلها الشيخ بهادر الرومي الذي عمر [من] (١) المآثر بركة الماجن في السنة التي قبل تاريخه.

ثم تتابعت القصّاد لصاحب مكة السيد أبي نمي محمد ابن السيد بركات الحسني من ملك الأمراء نائب الديار المصرية جانم الحمزاوي بطلب المال الذي جعل عليه في أول ولايته لمكة عقب موت والده من نحو عشر سنين وهو ألفا (٢) لأجل مساعدة ملك الروم سلطان الزمان سليمان خان لكونه نوى التوجّه لجهة العجم ومحاربة ملكها ابن الخارجي شاه إسماعيل الصوفي.

وتواترت الأخبار بوصول الوزير الأعظم إبراهيم باشا إلى جهة حلب وأنّ الأمير جانم الحمزاوي يُوَجّه إليه بيرقا كبيرا (٣) من التحف والسلاح والخيول والجمال والأمتعة وغير ذلك، وأنه استدان من التجار المقيمين بالقاهرة وكذا نائبها ونائب الشام وحلب، فاقتدى بهم صاحب مكة السيد أبو (٤) نمي فوزع المال الذي جُعل عليه على أركان دولته من المباشرين بمكة وجدة، ولم يستكمل المبلغ حتى قدم مكة في رابع شهر رمضان وأقام بها نحو جمعة وطلب التجار المقيمين بها، وطلب منهم على طريق القرض - كعادة من تقدمه سلفه - يقال نحو عشرة آلاف أو خمسة آلاف.

فجعل كل تاجر بقدر حاله من خمسمائة أشرفي ودونها، وبعضهم دفعها عن طيبة نفس وبعضهم اختفى فلم يفده ذلك حتى فتّش عليه وأخذ ما جعل عليه.


(١) إضافة يقتضيها معنى الجملة.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بالأصل: بيرق كبير.
(٤) بالأصل: أبي.