للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان فعل الشريف لذلك انتقامًا من الله تعالى على التجار لأنهم قلّ نفعهم وكثر ضورهم لخزنهم الأقوات، وإظهار الضرورات، ويحتجون بعدم وصول المراكب الهندية لبندر جدة، ثم منّ الله بوصول عدة منها بعد الإياس من وصولها.

وتحدث الشريف عرار بن عجل الحسني قاصد صاحب مكة بالسفر من البر للقاهرة في أول شهر رمضان وفضله بالمال ثم نأى عن ذلك فتشوش منهم الحمزاوي لذلك. ويقال إنه أرسل مرسوم عند سفره من القاهرة لنائب جدة محمد بك الرومي بمطالبة صاحب مكة بمال له عنده، وأمره بالاحتفاظ من مال السلطان في بندر جدة. فوقع بينه وبين الشريف عرار كلام كثير (١) واستطال كل منهما على صاحبه وتشوّش صاحب [مكة] (٢) من ذلك ولأجله قدم الجدة ولم يجتمع به نائبها لتوجّهه لمكة. ثم إن السيد أبا نمي قدمها بعده على نية التوجّه لجهة الشرق خوفًا من وقوع الفتنة معه أو في أيام الحج في سابع ذي الحجة (٣). فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويلهم ولاة الأمر العدل المبين.

وتواترت الأخبار بهجوم الطاعون في القاهرة وأنه يموت في كل يوم أكثر من ألف، وهرب جماعة منها إلى جبل الطور وبعضهم سافر بحرًا على نية الحج فوصل لمكة بعضهم في أواخر شهر رمضان مع قاصد من البر ومعه عدة أوراق بذلك. وأن إبراهيم باشا وصل لحلب مع أوائل العسكر المنصور وأن الأمير جانم الحمزاوي توجّه لملاقاته.

ووصل في أوراقه مِن كُتُب وغيرها أرسلها لجماعة منهم قريبي الفاضل الأصيل تقي الدين محمد بن أبي الخير بن محمد بن فهد، كتب الله سلامته وجميع المسلمين.


(١) بالأصل: كلاما كثيرا.
(٢) كلمة سقطت من الأصل.
(٣) بالأصل: شوال.